) الصحوة الحقيقية (المباركة)؛ هي هذه التي نعيشها اليوم في مواجهة محاولات المتآمرين والخونة؛ الذين يستخدمون الدين؛ لزعزعة أمن الوطن، وإرهاب المواطن، وخلخلة استقراره، لا تلك (الصعوة) التي قامت ذات يوم؛ على (توثين) الوطن، وفرض وصاية جبرية على المواطن،
وتغريب أمواله وخيرياته، من أجل دعم المنظمات الإرهابية، وتشجيع المشاريع الفتنوية.
) الله أكبر ولله الحمد.. نعم.. هذا هو تكبير الحامدين الشاكرين، لا تكبير القتلة والمجرمين باسم الجهاد المزعوم:
الله أكبر والتكبير من دأبي
إذا اعتراني ما يدعو إلى العجب
قل لي بربك ما هذا النداء وما
هذا الذي جعل الأقوام في طرب
) الفعل (النمير)؛ يأتي هذه المرة من (تمير)، وينطلق من أكثر من أربع مناطق إدارية كبرى في المملكة، فقد أسهم المواطنون الشرفاء في تمير بداية؛ في مساعدة الجهات الأمنية للقبض على (22) إرهابياً ممن يغرر بالشباب والأحداث، ويحرضهم على النفير إلى بؤر القتال في غير سبيل الله، ويسهم مواطنون شرفاء آخرون من أربع مناطق إدارية كبيرة، في دعم الجهود الأمنية المباركة، لكشف وفضح عشر خلايا إرهابية نائمة، مكونة من (88) إرهابياً، من بينهم (59) منتكساً بعد تظاهرهم بالتوبة في برنامج المناصحة..! وقياديوهم من ذوي العلوم الشرعية..! وكانوا ينتظرون أوامر تنفيذية من خارج الحدود، ويخططون لاغتيالات وتفجيرات وتخريب في وطننا المحروس بأمن الله وأمانة، والمرعي من كافة أبنائه.
) هذه هي المواطنة الحقّة التي ننادي بها، ونفخر بها، وكنا وما زلنا نحرض عليها منذ زمن طويل، وكنا نقول: لا بد أن يكون لآباء المغرر بهم وأمهاتهم وذويهم؛ دورهم المستحق في كشف المكفراتية والمتطرفين المتآمرين على وطننا، من أذناب القاعدة وداعش والإخوان، وملاحقتهم قضائياً، ومحاسبتهم على ما يجترحون من إثم عظيم وجرم كبير، في تحويل ابنائنا إلى أحطاب رخيصة بخيسة، تذكي نيران حروب مفتعلة، ومعارك عبثية لا طائل من ورائها إلا الموت والخراب.
) أحيي هؤلاء المواطنين والمواطنات في تمير، وفي كل شبر على ترابنا الوطني الطاهر وأقول لهم: لقد ترجمتم عملياً ما كان يردده ربان سفينة أمننا الأمير (نايف بن عبد العزيز)- رحمه الله-، الذي أمضى زهاء (60) عاماً في خدمة أمن وطنه، من وكيل لإمارة الرياض عام 1371هـ، إلى وزير للداخلية ثم ولياً للعهد حتى وفاته، فقد ظل طيلة حياته العملية الحافلة بالنجاح؛ وفياً لوظيفة الأمن المقدسة، وظل يعمل على ترسيخ مبدأ الشراكة الأمنية بين المواطن ومؤسساته الأمنية، بل كان يقدم دور المواطن ويجعله في الصف الأول، لأنه يجسد الوعي المطلوب بالقيمة الحياتية والإنسانية لمفردة الأمن.
) قال (نايف بن عبد العزيز) رحمة الله عليه في كلمة موجهة للمواطنين خلال رعايته لاحتفال تخريج دفعة من رجال الأمن: (هؤلاء هم أبناؤكم، وجدوا ليخدموا أمنكم، فالجميع في خدمة أمن الوطن).. مضيفاً: (ولكن أكرركما أقول دائماً: إن المواطن هو رجل الأمن الأول).
) وهذه واحدة من تجليات الرؤية الأمنية عند قائد أمني محنك هو (نايف بن عبد العزيز).. قال في إحدى المناسبات: (إن أخطر ما في الأمن هو الإحساس بالأمن نفسه. فليس الأمن أجهزة وإمكانات لمكافحة المؤثرات على الأمن فحسب، وليس الأمن مؤسسات العقاب والإصلاح فقط، ولكنه أيضا وفي المقام الأول؛ شعور بالأمان. ذلك أن عدم الشعور بالأمان؛ يجعل الإنسان يفقد بكل بساطة معنى الحياة ومشاعر السعادة والاستقرار، ومن هذا المنطلق؛ فإن من الواجب الحفاظ على هذا الإحساس بالأمن، وعدم الإخلال به، حفاظاً على أمن الفرد وسعادته).
) إذن.. المواطن هو شريك فاعل في بناء أمن وطنه، وهو رجل الأمن الأول، ولا تُبنى هذه المعادلة الأمنية التكاملية في نفوسنا؛ إلا بشعورنا بالمسئولية الملقاة على عواتقنا، وهو الشعور الذي يؤدي بدوره إلى الإحساس بالأمن الجمعي في وطن الجميع.
) من المؤكد أننا ما زلنا في حرب ضروس مع الإرهاب والإرهابيين، وأن خطر هذه الحرب يستهدف وحدتنا الوطنية، ويهدد كياننا كدولة وشعب، ويخدع السذج والبسطاء من الناس؛ بخطاب ديني مزيف، وأن نجاحنا في الردع والمواجهة؛ يتطلب معالجات فكرية وأمنية طويلة، وأن (التميريين) الذين نجحوا في أخذ حقهم وحق أبنائهم من المغررين والمحرضين، يجب أن يتكرروا في كل منطقة، وفي كل محافظة ومركز وقرية، وفي كل مسجد ومدرسة وحي. بل في كل ذهنية عاقلة رشيدة تنعم بخيرات الوطن، وتستظل بظله.
) قال نبي الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).