بعض المسؤولين الغربيين دقيق في تعبيره، يعرف ماذا يقصد، ومتى يتكلم، ولماذا؟. وصف (داعش) بالسنية حينا، والسلفية حيناً آخر، وبالحركة الإسلامية كذلك له مغزاه، وأهدافه، ومراميه، حتى ولو أدعت تلك القوى سواء كانت (داعش)، أو غيرها الإسلام، فالوقائع الإجرامية التي تتناقلها وسائل الإعلام جعلت الجميع يجمع أن هذا السلوك لا يقره أي دين سماوي فضلاً عن الإسلام.
* المشكلة في بعض الأحيان أن التوجهات العامة، أو الإعلام الممنهج تجاه قضية معينة ربما على أمد بعيد، وحينما تتبدل الظروف، أقول ربما يورّط دول ومجتمعات في قضايا، أو تهم توجه إليها، وهي منها براء.
* تحت ذريعة الإرهاب ضربت مواقع في السودان، وفي ليبيا، وفي الصومال، وفي سوريا، وفي أفغانستان، وفي دول أخرى، وتأتي بعض تبريراتها اعتراف تلك الدول بشكل أو بآخر بوجود تلك القوى الإرهابية على أراضيها، وعجزها عن القضاء عليها، وتحت هذا المبرر انتهكت سيادة دول عديدة.
* انطلاقاً من ذلك، فقد لا يكون من مصلحة الدول، ولا حتى الرأي العام لأي مجتمع أنه وحينما تضبط فئة معينة، أو خلية من ذوي الأفكار المنحرفة أن ننسب تلك (الخلية) إلى منطقة، أو محافظة معينة، بحجة أنها ضبطت فيها، لأننا بذلك قد نعطي رسالة سلبية مسيئة ربما تلحق المجتمع الصغير، أو تلك المنطقة أضرار اجتماعية بشكل أو بآخر، لاسيما أن بعضهم بوطنيتهم هم وراء فضح تلك التوجهات الفكرية التي تضر بمصلحة وأمن هذا البلد الذي يعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، أ والمساومة عليه.
* عن تلك المنظمات، أعود فأقول: العراق بالذات، ولأكثر من عقد من الزمن تعرض لغزو ممنهج، واحتلال شبه كامل، ووصاية من المجتمع الدولي، وحكم لفترة قصيرة من غير أهله، ومن الطبيعي في مثل تلك الظروف أن تتشكل فيه فصائل للمقاومة متعددة الأيدلوجيات والأهداف، لاسيما وقد حلت مؤسساته العسكرية الرسمية، واليوم سوريا تسير بالاتجاه نفسه، مع اختلاف الموقف وطبيعة الحدث، أو الأحداث الدائرة. إذن هذه الظروف وتلك البيئات المضطربة أنتجت مثل تلك التنظيمات التي اختلطت فيها المقاومة المشروعة لأي بلد يتعرض للاضطهاد مع قوى إرهابية تحالفت معها، وغرست في بيئتها، وعلى مر التاريخ لا يوجد بلد، أو قطر يقع في مثل تلك الظروف إلا وتنشأ في وسطه مثل تلك القوى التي تجد من يستثمرها ضد الإنسانية بشكل عام. لهذا قد يكون إشراك العراق وبعض القوى في سوريا في التحالف الدولي ضد المنظمات الإرهابية من أفضل الحلول والخطوات، بوصفها الدول المعنية، وهي التي اكتوت ومازالت تكتوي بلهيب هذه المنظمات.
* إذن، لنكن على حذر، فخلط الأوراق في مثل تلك الظروف تضعها القوى الكبيرة، البعيدة أحياناً عن مواطن تلك البؤر، هذه القوى هي التي تبرأ وتتهم، وتحارب وتسالم. أما نحن أمام هذه الفتن فيجب أن يكون لقادة الفكر لدينا الوعي الكامل، وذلك بالنفي المطلق أن وجود تلك المنظمات أو التنظيمات في أروقة مؤسساتنا التعليمية، والدينية، والثقافية، فكل ما هو موجود من سلوك فردي شاذ، متفقون على محاربته.