إعادة تنظيم المشاعر

بلا شك أن المشاهد التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن الحجاج الذين افترشوا أرضية وممرات أحد المراكز التجارية في المشاعر المقدسة، وأيضا افتراشهم لأرضية ومداخل ومصاطب دورات المياه - بلاشك - أنها صادمة للجهات المسؤولة عن موسم الحج، يقابلها كلمة معالي وزير الحج د. بندر الحجار في الحفل السنوي في منى يوم الأحد الماضي حيث قال معاليه:

إن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر شهدت مشروعات عملاقة:

توسعة الحرمين الشريفين والمسعى والمطاف.

إنشاء منشاة الجمرات والطرق والجسور والأنفاق.

تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة.

مشروع قطار المشاعر وقطار الحرمين ومشروعات النقل العام.

مدينة الملك عبدالله لاستقبال وتوديع الحجاج والمعتمرين والزوار للمدينة المنورة.

لا أحد يستطيع أن يقضي على الافتراش بصورة نهائية لكن يمكن الحد من الظاهرة والتخفف من شيوعها، لأن الافتراش مرتبط بشركات ومؤسسات الطوافة، وثقافة الشعوب، والسلوك الشخصي للحجاج، والأوضاع المالية والمعيشية لبعض الوافدين للحج، لكن يمكن إعادة هندسة مناطق المشاعر المقدسة (عرفات، منى، مزدلفة):

أولا: ربطهما بخدمات الحرم المكي لتكون مأهولة طوال العام بأنواع عدة من النشاط مثل برامج السياحة و إنشاء على أطرافهما مرافق الدولة الإدارية والفنادق والشقق المفروشة وبعض القطاعات الأمنية المتحركة.

ثانيا: العمل على إبراز المشروعات التي أمر بتنفيذها الملك عبدالله- يحفظه الله- وذكرها معالي وزير الحج في كلمته الأحد الماضي التوسعة والجمرات والطرق والجسور والأنفاق والقطار والنقل العام وغيرها باعتبارها بنية تحتية وجعلها استثمارات دائمة وطوال العام بأن تكون مصدرا للاستثمار وإقامة مشروعات استثمارية حولها لصالح خدمات الحج.

ثالثا: لن يبقى وضع الحجاج كما هو عليه الآن رقم (3) ملايين حاج سنويا، فالحديث يدور حول (5) ملايين حاج في العام الواحد يضاف لهم مثل هذا العدد من المعتمرين والزوار خلال السنوات القليلة القادمة بسبب زيادة عدد سكان العالم الإسلامي واكتمال أعمال العمارة في مكة المكرمة.

رابعا مزيد من التأخير في ربط المشاعر مع الحرم المكي طوال العام ستخسر خزينة الدولة استثمارات كثيرة بل إن الدولة ستتكلف الأموال الباهظة في كل موسم حج، إضافة إلى الضغط الشديد على منطقة الحرم ومرافقها وجعلها مختنقة ويصعب تطويرها مستقبلاً.