«العربية» وداعش وإخوانها..!
كتب الزميل ياسر الغسلان في مقاله الدوري بجريدة الوطن الخميس الماضي مقالاً بعنوان: «»داعش» بلغة العلاقات «العربية»، ولو كان لي اقتراح عنوان آخر لاخترت («داعش بلغة «العربية»)، فالعربية حقيقة هي من وضعت هذا الاسم المختصر للتنظيم الإرهابي والذي أصبح هو الاسم الرسمي والوسم المتداول اليوم قي كل وسائط وسائل الإعلام والاتصال والتواصل العربية.!
ومقال الكاتب الغسلان فيه إشارات مهمة للدور الإعلامي الاستثنائي لقناة بحجم وحضور وتأثير محطة العربية الإخبارية في الكشف عن الإرهاب والتطرف بداية من تلك الأوقات الصعبة التي كانت فيه قناة -مثل قناة الجزيرة -تسوق وتقدم فيديوهات القاعدة وقيادتها وتبث رسائلها وكأنها فتحا مبينا، فيما هي تضرب بإرهابها وعنفها في شوارعنا وأحيائنا ومنشآتنا الوطنية، وتنشر وتجند للإرهاب في أكثر من بلد عربي!
كان التحدي الأول لقناة العربية بعد ظهورها مواجهة فكر القاعدة وشعبيته الهائلة في المنطقة، وقتها لم يكن احد يجرؤ على مواجهة مباشرة لهذا الفكر وكشفه وفضحة، من ذلك علماء ورجال دين وطلابه توقفوا عن التعليق عن التنظيم أو شيخه وشيوخه، والقلة ممن حاولوا كان حديثهم بعموميات لا ترتقي لحجم خطر هذا الغول، حينها كان الوصف المرادف للقاعدة دائما بـ»الإسلامية»، فيما كان زعيم التنظيم بن لادن يوصف بالشيخ والمجاهد!!
العربية سارت عكس التيار المتطرف وأنصاره وأمنياتهم، اختارت الخط المهني الدقيق وتركت أوصاف التمجيد ومنح الكرامات وحكايات النوايا وما شابهها، لوحدها تحدت القاعدة وأتباعها وإعلامها، وحتى المتعاطفين معها، وكسبت المعركة حيث صارت القاعدة في المخيلة العربية منظمة ضد الإسلام والمسلمين وسبب جلي لجلب الأجنبي للمنطقة.
الآن تتكرر المواجهة بين العربية والإعلام المؤيد للجماعات المتطرفة، قبل بضعة أشهر كانت حسابات تويتر مليئة بالدعاء وجمع التبرعات لداعش والنصرة ومثيلاتها، ومعها كانت التعليقات والتغريدات مجددا تهاجم قناة العربية وتتهمها بالوقوف ضد «المجاهدين» وجماعاتهم المسلحة وتنظيماتها العدوانية.
وأصبح هناك متخصصون في شتم القناة، ومتابعة كل أنفاسها وجزئيات بثها، وشريطها الإخباري ومنصاتها الإلكترونية لعلى وعسى يجدون ما يضللون به متابعيها، مع بعض الكذب و»الفبركات» المفضوحة أحيانا!
ولم تتوقف الأوصاف المضادة للتشويش على القناة ومهنيتها، بل تبرع البعض لنسج خيالات لا متناهية عن إدارتها وصحفييها ونجومها، لكن قناة العربية استطاعت مرة أخرى إسقاط داعش والداعشيين، وقلبت الرأي العام ضد التنظيم ودعاته وإعلامه، ببساطه فضحته وفضحتهم، وأصبح للداعشين سمات لا تخطيها العين، وتفضحها الكلمات والتبريرات.
ما فعلته العربية ضد القاعدة وضد داعش سبق أن فعلته ضد حزب الله وإيران والنظام السوري الذين كانوا يحظون بشعبية ضخمة من خلال إعلام - مثل قناة الجزيرة- وهي التي خسرت الآن الكثير، قبل أن تفكر في العودة إلى الصراط الإعلامي المستقيم، وكذلك الحال مع توابعها.
الحقيقة الآن إن العربية تعيد ما سبق وان نجحت فيه، ها هي بالضربات المتتالية عرت سمعة داعش والداعشين، الذين لا يكفون عن التلون، لكن الهدف الذي جمعهم ويفضحهم في الوقت ذاته واحد..!
@AlsaramiNasser
