داعش تنظيم لا يختلف فكريا عن القاعدة تماما لكنه الاشرس والاكثر تمويلاً ونفوذا ،وقد يكون الاكثر قدرة على التجنيد من المشرق الى المغرب وعلى امتداد الارض، صحيح ان جل ان لم يكن غالبية المتلحقين به من الغرب اصحاب اصول اسلامية أو عربية بشكل أو باخر، لكن عمل التنظيم على استقطاب فئات عدة لم يتوقف، انها مرحلة تختلف عن كل المرحل التي سبقتها.
ورغم الجهد الاعلامي الكبير المتتبع لهذه الجماعات والفاضح لمنهجها واهدافهاالخطرة على الامن والسلم الاجتماعي، كما خطره في تشويه ممنهج للاديان والقوميات، الا ان شراسته التي تكونت خلال قرون من تسويق الفكر الاحادي الاقصائي الذي يصل تدريجيا إلى حد التصفية الجسدية سيحتاج للكثير قبل ان يتضاءل تاثيرها أو يحاصر.
سابقا كان هناك قوى ثورية وانفصالية في اكثر من بقعة من العالم الا انها انحصرت اليوم في مساحة محددة من هذا الكوكب، في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في المنطقة العربية والإسلامية تحديدا.!
وهنا قوى متنازعة على النفوذ ظلت وستبقى تدعم العصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وتناور بها في سبيل تحقيق مكاسب سياسية والضعظ على حكومات عدة في دول العالم بما فيها دول عربية واسلامية لبسط نفوذها وهيمنتها ، وتوجيه البوصلة السياسية عنوة عبر هذه العصابات أو الجماعات المسلحة في الاتجاه الذي تريد، وتحقيق المزيد من النفوذ الجغرافي والسياسي والاقتصادي عبر دعم استمرار هذه الجماعات، حتى وان اكتشفت متأخرة انها ستنقلب عليها.فالفكر الذي يقود هذه الجماعات المسلحة ،والتي اصبحت اسلامية في الغالب لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، وستنزح فيروسات منها لتنتشر حتى في الدول والمدن التي تعتقد انها محصنة أو بعيدة عن خطر هذا الفكر المتطرف الرهيب.
هذه الجماعات، وتيارات الإسلام السياسي، لازالت تمارس احلامها خارج الجغرافيا الحديثة-، وتجتر ادبيات قديمة ومتناقضة احيانا من اجل خلق المزيد من التطرف، المزيد من الارهاب، المزيد من القتل والدماء!
المشكلة تبدأ وتنتهي ايضا مع من يدعون «الجهاديون» ، فيما هم مجرد مجموعات «عصابات «متطرفة خارجة عن الدولة والقانون، لذا حين يقال إن «الجهاد» بمعناه التقليدي يحتاج إلى ترميم كامل في ظل منظومة الدول الحديثة،-كما «الشهادة» وتصنيفها-، فهذه فكرة لا تنطلق من مجرد أمنيات ،لكنها اصبحت ضرورة لحقائق جديدة ولسلامة هذا الكون الذي نتشارك العيش فيه ، ووفق أبسط المبادئ الإنسانية!
ورغم فشل هذه الايدلوجية القديمة في تحقيق حد ادنى او فتح يذكر، لكنها استطاعت ان تنشر الارهاب وتدعم وجوده وتبشر به وتحوله الى ذريعة مقبولة للاستعانة بقوات الاجنبي الذي تقول انها تحاربه!
إرهاب القاعدة وداعش والجماعات المسلحة الجهادية مهما اختلفت مبرراتها ومرجعيتها في العالم العربي والاسلامي، لم ولن يحقق إلا الدمار والقتل والفوضى ،في مشهد بدائي دموي جدا وكئيب جدا جدا ،ويعلن عن شراسته بشكل محير ولافت!
وان كان العالم يتحالف اليوم لخطر نراه قريبا من زمن، ويظن الغرب انه بعيد، الا انه في الحقيقة فصل من حرب طويلة على الارهاب والتطرف ومؤسساته الفكرية المعروفة، انها الحرب العالمية المفتوحة على الارهاب والتطرف ، حرب بدأت قبل داعش وستستمر بتركيز أكبر معها وبعدها..!