رحبت أوساط برلمانية بالتحركات الهادفة إلى النهوض بمستوى العلاقات العراقية السعودية، التي عدوها بمثابة «فرصة لإعادة الدفء للعلاقة بين البلدين» وخطوة مهمة لإزالة التشنج الذي اعترى علاقة الجارين نتيجة للمواقف المتضادة حيال التطورات الإقليمية وبرزت تلك المواقف المرحبة، عقب زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، برفقة وفد وزاري، إلى الرياض ولقائه خادم الحرمين الشريفين وكبار القادة فيها وهي الزيارة التي قابلتها دعوات سعودية طالبت بمساندة جهود العراق في القضاء على الإرهاب، في موقف وصف من قبل السياسيين بـ«الضروري والهام واحتل الهاجس الأمني، المساحة الأبرز من حديث النائب عدنان الدنبوس، الذي يرى أن زيارة معصوم إلى السعودية، بمقدورها أن تسهم بحشد جهود الرياض في القضاء على الإرهاب، وهي الخطوة التي قال عنها الدنبوس لـ(الجزيرة) «إن زيارة معصوم تصب بصالح التوجهات الحكومية التي أكدت الانفتاح عربياً ودولياً» متوقعاً أن تسهم زيارة الرئيس معصوم، بتبلور تعاون أمني إيجابي من قبل المملكة السعودية، بالشكل الذي يمكن من خلاله المساهمة في القضاء على «داعش» لا سيما أن هنالك نصيحة من المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، أكدت أهمية بناء علاقات طيبة مع المملكة ولم يبتعد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني فارس بريفكاني، كثيراً عن الرأي السابق، حينما عد زيارة معصوم إلى السعودية بمثابة «فاتحة خير لعودة العلاقات بين البلدين وقال بريفكاني لـ(الجزيرة) إننا في التحالف الكردستاني نبارك لكل تقارب يحدث بين العراق وبين المجتمع الدولي».. مبيناً أن هذه الزيارة ستعمل على عودة العراق إلى مكانته الطبيعية بين الدول الإقليمية والعربية.
وفي سياق آخر اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حامد المطلك تغيير القيادات العسكرية سيعطي قوة للمؤسسات الأمنية، فيما دعا إلى الأخذ بعين الاعتبار إعادة التجنيد الإلزامي لتمثيل جميع مكونات الشعب العراقي في المؤسسة العسكرية.
وقال المطلك في حديث لـ«الجزيرة»: إن تغيير القيادات العسكرية سيعطي قوة للمؤسسات الأمنية، لأن التغيير مطلوب ولابد من إدخال دماء جديدة تثبت قدرتها القتالية»، مشيراً إلى أن «الكثير من الأشخاص منحوا رتباً لا يستحقونها ودعا المطلك إلى «أخذ موضوع التجنيد الإلزامي بعين الاعتبار لتمثيل جميع العراقيين، إضافة إلى زج الضباط بدورات تدريب لتطوير مهاراتهم القتالية وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أمس الأول الأربعاء أمراً بإحالة عشرة قادة على التقاعد وتعيين 18 آخرين بمناصب جديدة بوزارة الدفاع، وإعفاء 26 قائداً من مناصبهم فيما كشف مصدر عراقي مطلع عن أن من بين القادة المشمولين بقرار العبادي رئيس أركان الجيش الفريق بابكر زيباري وقائد عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح وقائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالأمير الشمري وقائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي وأمين سر وزارة الدفاع الفريق الركن إبراهيم اللامي، إضافة إلى بعض قادة الفرق العسكرية.
وفي سياق آخر، قال قائد في الجيش العراقي والتلفزيون الرسمي إن القوات العراقية حققت تقدماً كبيراً أمس الأربعاء في محاولتها كسر الحصار الذي يفرضه تنظيم داعش على أكبر مصفاة للنفط على مشارف بلدة بيجي التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمالي العاصمة بغداد.
وقال القائد العسكري إن القوات العراقية مدعومة بجماعات شيعية مسلحة سيطرت على 60 بالمئة من وسط المدينة وأوشكت على فتح ممر في الحصار المحكم الذي يفرضه مقاتلو داعش على المصفاة.
ويقول مسؤولون أمنيون إنه قد يكون من الصعب عبور المنطقة الصحراوية بين أطراف المدينة والمصفاة بسبب القنابل التي وضعت على جانبي الطريق والقناصة. وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «نتوقع كسر الحصار خلال يومين».