التعصب هو عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بسبب الميل والهوى، وهو يقود إلى التطرف والتشدد.
فالتعصب ظاهرة قديمة تتجدد في كل زمان ومكان، وتنتشر كالورم الخبيث في كل المجالات: السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية.
وأعتبره أبا الأمراض لأنه يقود للتشدد والعنصرية، ويُورث في القلوب الحقد والكراهية، ويدمر المجتمع بعد أن يملأه بالبغضاء والشحناء بين أفراده، ويُسبب الأمراض النفسية والعصبية والصحية، وقد يؤدي إلى الوفاة إما بالسكتة القلبية أو الدخول في صراعات ومصادمات تفضي إلى الشجار والإصابات وربما الوفاة.
في وسطنا الرياضي المحلي كانت كرة التعصب، وما زالت تتدحرج، وتكبر، كالوحش الصغير.. من يذرف دموع التماسيح الآن بسببها.. هم في الأساس من غذّى هذا الوحش صغيراً، ونفخَ كرة القدم السعودية بهواء التعصب الفاسد منذ القدم، وحتى اللحظة.
يدّعون محاربته، وهم من زرعه، وأسهمَ في نموه، واشتداد عوده، وسقاه كراهية بتخوين الآخر، وشتمه، والاعتداء عليه، والتهكم والسخرية بشكله ولونه وأصوله إلى حد الكذب والافتراء، فهم يمارسون مبدأ وزير الدعاية النازي «غوبلز»: اكذب حتى يصدقك الآخرون، من خلال كذب ممنهج ومبرمج للتضليل، وكما يُقال في الأمثال العربية « رمتني بدائها وانسلت»، وفق حرب نفسية منظمة أقل نتائجها هي ممارسة غسيل لدماغ بقية الرياضيين خصوصاً المراهقين الذين لم يطلعوا على تاريخهم.
ولأن حاضرهم استنساخ لماضيهم، فسوف أورد «كشف حساب موجز» لحوادث ونماذج على تعصبهم المقيت، وعنصريتهم المقززة، وسأطرحها بأسئلة استفهامية يعرفها الحصيف والفطن.
الماضي البعيد
- مَنْ اعتدى على الحكم محمد الجمل وأساء إليه لفظياً بـ»قلة أدب» كما عنونت الصحافة آنذاك؟
- من وصف لاعبي الاتحاد وشبّههم بلاعبي «السنغال» وربط «جيب» الجوازات بالمدرج الاتحادي؟
- من قال عن لاعب الاتحاد إسماعيل حكمي بأنه «يماني» الجنسية بالرغم أنه مثّل منتخبنا الوطني في وقت تلك الحادثة؟
- من وصف عمر المهنا بـ «إسماعيل ياسين»، وصالح الحمادي «بأبو شامة»، ومحمد البكر بـ «العيدروس»، وقال عن الحكم محمد الشريف أنه لا يحمل من الشرف إلا اسمه.. كل ذلك تهكُّماً وسخريةً؟
- من رفض وضع «الهلال» على مئذنة ناديه؟.. ولماذا؟
- من شبه «الهلال» بإسرائيل، وتكرر التشبيه في الماضي القريب عبر البالتوك!
- من اتهم ماجد عبد الله بالرشوة بسبب الهلال؟
الماضي القريب
- من أطلق أهزوجة ياسر المسيئة التي بات يرددها الصغير قبل الكبير، وجرى تصديرها لخارج حدود الوطن ملاحقة للنجم ياسر آنذاك.
- من وصف المنتخب السعودي بـ»الكحلي»؟.. ولماذا؟
- من وصف لاعبي فريقه بـ»الزلايب» في حضرة «التايب» في امتهان واحتقار لآدميتهم.
- من قال عبر برنامج رياضي يُبث على الهواء: «شالوا» البطي «وحطوا.. يماني»؟
- من كان يُؤنث اسم قائد الهلال سامي الجابر عندما كان لاعباً؟
- من نشر كاريكاتيراً واضعاً فيه «مايك» قناة اليمن في إسقاط بذيء على كابتن الهلال والمنتخب السعودي؟
- من وصف العابد بـ»الرقاصة»، وغرّد عنه بأنه: «..... شيوخ»، ومن نشر صورته بمساحة كبيرة في الصفحة الأخيرة واصفاً إياه بـ»الداشر»؟
- من ردد أهزوجة «الكاف» وتغنى بها في المدرج على مدى عقد من الزمن بلا حسيب أو رقيب.
- من أول من ردد مفردة «نيجيريا» في المدرج؟
- من هو نائب أحد رؤساء الأندية الذي غرّد واصفاً وليد الفراج بالطبّال الغبي، وأن برنامجه للشحاذة.
- من ابتدع ثقافة «نحر الحواشي» ابتهاجاً لهزيمة خصمه، وذهب يقفز من مدرج لآخر في مشاركات الأندية السعودية للتشجيع والتصفيق ضد أندية الوطن.
حاضرهم
- من اتهم الحكم المرداسي بالرشوة بسبب مباراة السوبر؟
- من مرر بكل عنصرية وقحة لفظاً ووصفاً ضد مدرب الهلال سامي الجابر عبر برنامج رياضي من خلال قناة يتابعها ملايين العرب بلا حسيب أو رقيب؟
- من استمرأ التهكم والسخرية على عضو مجلس إدارة عبر برنامج رياضي من خلال ترديد وتكرار «كليبات» مسيئة تستفز جماهير ذلك النادي وتزيد من الاحتقان؟
- من خوّن لاعبي المنتخب بسبب انتماءاتهم، وشكك في مرضهم، وإصاباتهم، وتهكّم على اللجان إلى وصف لجنة محددة بلجنة «الخسخسة»؟.. ولماذا؟
- من شجع الأطفال، وعزز للمراهقين الوقوف ضد أندية الوطن، والمنتخب في مبارياتهم الخارجية وبطولة الخليج مؤخراً؟
- من وصف إعلامييّ ناديه بالقردة والمرتزقة المنتفعين من نقل ونشر أخبار ناديهم من أجل تسديد فواتير هواتفهم؟
- من وصف الجماهير الهلالية عبر تغريدات متتالية بأقذع الأوصاف، واتهمهم بأنهم «يهود»، وقال عن مدافع الهلال الزوري بأنه «داعشي»، ووجد «تمام» التصفيق والتشجيع من زملائه في الجريدة؟
لم أكن أرغب في تقديم كشف الحساب الموجز، أو المختصر هذا لولا كمية الافتراء، والتضليل الذي يُمارس من بعض المحسوبين على وسطنا الرياضي والإعلامي بصورة منتظمة، وبنوايا غير طيبة لإلصاق تهمة التعصب والعنصرية ضد معسكر بعينه، مستغلين بكل انتهازية ردود أفعال قليلي الخبرة من الإداريين على أفعالهم واستفزازاتهم المحرِّضة للخطأ طالما أنها تمر دونما عقوبة أو قرار يعيد للوسط الرياضي توازنه.
ارجعوا للوراء قليلاً، وتابعوا واقرأوا من كسبَ القضايا العالقة بين أطراف رياضية وإعلامية وستعرفون مصدر التعصب والعنصرية.
ما ذكرته آنفاً هو غيض من فيض، وقليل من كثير، ولا شك عندي في أن من هم أكبر مني سناً، وأعلم مني في خفايا الأمور من الأنقياء سواء الرياضيين أو الإعلاميين لديهم الكثير.. فما خفي كان أعظم.
أخـيراً:
إذا تعارضت أقوالك مع أفعالك.. فالناس لن تصدق إلا أفعالك.