خرجت التحفظات والمخاوف التي كان يراها بعض الاتحاديين، ويشير إليها آخرون على (استحياء)، وتحذيراتهم من أوضاع النادي ومسيرته، من وضع الهمس والخفاء إلى الظهور والجهر، والحديث العلن، والتعاطي في المجالس الاتحادية والرياضية؛ وذلك بعد تطورات حدثت في الأيام الأخيرة، وما اعترى جوانب مهمة تتعلق بالنادي وبعض ألعابه، وتعطي مؤشرات قوية لحقيقته ووضعه، وازدياد المخاوف عليه من المستقبل القريب.
عام مضى على تسلُّم إبراهيم البلوي زمام الإدارة بعد فوزه بالرئاسة في انتخابات شهر ربيع الأول الماضي. عام عاشه المشجع الاتحادي (البسيط) مبسوطاً متفائلاً بإدارة (الإنقاذ)، لكنه اليوم بعد تداعيات بعض الأحداث التي ظهرت، يعيش من يتابع ويحسب الأمور بدقة، ويوزن الأمور بعقله وليس بعاطفته، الخوف والهلع، وتدخله الخشية بقوة من مستقبل مظلم يسير في اتجاهه النادي أكثر مما هو متوقع.. ومعه كل الحق في ذلك؛ فهناك انسحابات وقرارات وأحداث ومطالب وشكاوى توحي ويستنتج منها ذلك، وسأذكر بعضها على سبيل التأكيد والاستشهاد:
- صدور قرار محكمة التنفيذ بجدة رقم (36116202) وتاريخ 10/ 1/ 1436هـ بـ(إيقاف خدمات النادي الإلكترونية الحكومية) بسبب مطالب مالية (بسيطة وقديمة) لشركة تأجير سيارات لم يتم سدادها.
- حصول الكابتن خالد القروني (مدرب فريق كرة القدم السابق) على اعتراض من أحد البنوك على شيكات رسمية صدرت له تصفية لمستحقاته السابقة، إبان عمله في النادي، يعود تاريخها إلى الثاني من شهر أغسطس الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من صدور الاعتراض، مع أن المبلغ لا يتجاوز المليون ونصف المليون ريال.
- انسحاب فريق كرة الماء من مباراته الدورية أمام فريق النادي الأهلي، وهو الفريق البطل الذي يعد أحد فرق الواجهة في النادي، بسبب رفض الإدارة إحضار لاعبين أجنبيين وإعادة مدرب الفريق (الصربي). وسينتج من الموقف انسحاب الفريق من بطولة آسيا لكرة الماء التي ستقام في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.
- اعتذار فريق كرة السلة عن عدم المشاركة في بطولة (3×3) الخليجية في قطر لأسباب مالية، يتعلق بعضها بالسكن. والأسباب التي نُشرت في بيان الانسحاب (مخجلة)، ولا يقبلها الرياضي الواعي، سواء ما يتعلق بكذبة البطولة العسكرية، أو ضحكة أنها بطولة غير رسمية، أو حتى جدول الدوري، وكأن الجدول صدر بالأمس!
- رفض المحترف غير السعودي سامبا دياكيتي المشاركة مع فريق كرة القدم قبل مباراة الهلال الدورية بسبب مطالبه المالية؛ ما حرم الفريق الاستفادة منه بعد قرار المدرب إحالته إلى الفريق الأولمبي.
هذه بعض الشواهد التي تؤكد أن النادي يسير في نفق مظلم، وأن الإدارة غير قادرة على التعامل مع ما يحدث ويتزايد، والرئيس (يجدف) وحيداً بالفعل، ومن حوله يرفضون الاعتراف و(ظهور) الحقائق أو الكشف عنها. وفعل ذلك لن يضره، بل سيخدمه ويخدم النادي (وللحديث بقية).
كلام مشفر
· الشواهد والمطالب التي ذكرتها (باستثناء إيجار السيارات) جميعها (حديثة)، أي أنه لا علاقة لها بالإدارة السابقة؛ حتى لا يخرج أحد ويقول إنها من مخلفات إدارة الفائز أو أنها من ديون (العتارسة)!!
· هناك مطالب مالية كبيرة أخرى تتعلق بفريق كرة القدم، خاصة ما يتعلق منها بالجهاز الفني الجديد؛ إذ لم يدفع للمدرب سوى 50 ألف يورو من الدفعة الأولى لمقدم عقده من أصل 350 ألف يورو. علماً بأن الدفعة الثانية تستحق في أواخر الشهر الجاري.
· غير الشكاوى المرفوعة إلى لجنة الاحتراف من جهات عدة، سيتم الكشف عنها اليوم من لجنة الاحتراف. وقد تعمدت عدم ذكر ما لدي منها من معلومات حتى صدور بيان اللجنة، وسيكون أبلغ من أي حديث.
· الكثير مما يتعرض له النادي ويحدث فيه لا يتم الحديث عنه وكشفه من قِبل الإدارة، وذلك على عكس الشفافية التي يتشدق بها بعض أذرعة النادي الإعلامية. ولن يبقى ذلك في طي الكتمان طويلاً؛ فالأحداث المتوالية وطفح الكيل يطيش بكل شيء؛ والدليل انسحابات الفرق وشيكات القروني وأحاديث المدرب بيرم مختاري.
· فرق الواجهة في النادي كانت دوماً محل عناية وتقدير من إدارات النادي، واهتمام بمصاريفها البسيطة وقناعة لاعبيها ومبادراتهم، ومن ذلك مبادرة لاعبي فريق كرة الماء مع الإدارة التي - مع الأسف - لم تجد القبول والاهتمام.
· عرض لاعبو كرة الماء (التنازل) عن مستحقاتهم المالية لدى النادي، وأن تقوم الإدارة بإرسالها لمدرب الفريق (الصربي) الذي حصل على (اتفاقية) مكتوبة على أن يتسلم في شهر سبتمبر الماضي حقوقه السابقة مقابل عودته، ولم يحصل عليها حتى الآن. وتصر الإدارة على اللاعبين المشاركة في البطولات المحلية بدون مدرب أو لاعبين أجانب، والانسحاب من الآسيوية.
· متأكد من أن هناك مبادرات قوية ستأتي من الخارج عندما يتم إظهار الحقيقة وحجم المشاكل و(التعثر) الذي يعيشه النادي، غير أن الإصرار على أخفاء الأمور، و(دمدمة) الأوضاع، والعزف على وتر (كوارث) الإدارة السابقة، يدفع النادي إلى مجاهل غامقة في الأنفاق المظلمة.