كان تصريح وزير الخارجية البحريني - الشيخ - خالد بن أحمد آل خليفة - قبل أيام -، بأن: « القاعدة، وداعش، ليستا الخطر الأكبر؛ ولكن الخطر الأكبر يكمن في حزب الله، الذي يحظى بدعم من دول ضالعة - بحد ذاتها - في تمويل الإرهاب»، فرصة مناسبة؛ للتأكيد على اعتبار منظمة حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، بمشروعها - السياسي والعسكري -، - سواء - على الصعيد الداخلي، أو الخارجي للدولة اللبنانية، والتي انطلقت من إستراتيجيته التكتيكية، ووفق رؤيته الأيديولوجية الضيقة؛ من أجل استنساخ التجربة الخمينية، والعمل على تحويل الاصطفاف اللوجيستي، والمادي، والعسكري، بكل ثقله ضد الثورة السورية، - ومن قبل - موقفه المخزي من أحداث البحرين.
وعندما يصرح معالي وزير خارجية البحرين - أيضاً -، بأنه: « يتحتم على إيران أن تبتعد عن تمويل، ودعم الجماعات الراديكالية، ومد يد التعاون مع دول المنطقة في مكافحة تلك الجماعات المتطرفة؛ بغية سيادة الأمن الإقليمي، وجعله من الأولويات «، فكأنه يشير إلى أن تمركز القوة العسكرية في يد حزب الله اللبناني، إنما هو قائم على الدعم الإيراني اللا محدود، - سواء - عن طريق الدعم المالي، واللوجيستي، أو علاقته بالعمليات الإجرامية، والإرهابية، والتي - كانت ولا تزال - مصدر قلق بالغ، - خصوصاً - وأنه يندرج في إطار إستراتيجية إيرانية محددة الهدف، وهي العمل على ممارسة النفوذ الإيراني تجاه المنطقة - في الفترة المقبلة -.
على الساحة السورية، فقد دفع حزب الله المعارك إلى حرب مذهبية طاحنة، وفتح الباب لجحيم الجماعات الإرهابية في المنطقة، بعد أن منحته إيران جرعة التطرف؛ ليقتل على الهوية، بل ويمارس القتل باسم الدين، كما يصنف ذلك - الأستاذ - ماثيو ليفيث في كتابه: « حزب الله: البصمة العالمية لحزب الله اللبناني «، قائلاً: إن «العلاقة بين إيران، وحزب الله بالشراكة الاستراتيجية، فإيران هي الشريك الأساسي للتنظيم، وهو ما يفسر جزئياً ضلوع حزب الله في الإرهاب الدولي، أكثر مما كان عليه الحال في أي وقت - منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي - «.
إذن، معادلة أبعاد الإرهاب، تختصر وضع حزب الله خاتما في أصبع الخنصر الإيراني؛ لتمارس إرهاب الهوية، وتعزيز الطائفية في المنطقة، حين حملت وجهاً دموياً حاقداً، تمثل في دعمه المتواصل لطاغية الشام، والتي أخذت طابع الحرب المذهبية، ليست على مستوى سوريا - فقط -، بل تعداه على مستويات مختلفة من المنطقة.
على هذه الحال، فإن النظرة التحليلية حول العلاقة بين إيران، وحزب الله، ستتطور في المستقبل؛ لكي تكون عنصر قوة بالنسبة لإيران، وسيسهل للتنظيم ممارسة نشاطاته الإجرامية، والإغراق في لغة القتل، والدمار، وترويع الآمنين. - وعليه - فإن التغافل عن خطر حزب الله، سيدفع المنطقة إلى الهاوية؛ نظراً للارتباط الوثيق بين الطرفين على المستوى الإقليمي، والدولي، والمحلي.