اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
في الوقت الذي أطاحت الأجهزة الأمنية في أواخر العام الماضي بـ «135» شخصًا، أتى بيان الموقوفين بانتمائهم إلى «5» فئات، فرقها الانتماء الفكري، ووحدها الإرهاب، بحسب المتحدث الأمني اللواء منصور التركي، استوقفني الفئة الثالثة التي ذكرت في البيان، وهم: «المرتبطون بأحداث شغب، وتجمعات غوغائية،
وقعت في بلدة العوامية - شرق البلاد -، والساعون إلى تجنيد عناصر؛ بهدف إرسالها إلى الخارج؛ للتدريب، ثم العودة؛ لتنفيذ أعمال إرهابية في الداخل «؛ لتنقلني هذه المعلومة إلى فكرة التأسيس الخاطئ؛ لبناء جيش عراقي يؤمن بوحدة العراق، بعد سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ كان أحد أبرز أهداف -الحاكم المدني الأمريكي- في العراق «بول بريمر»، الذي آثر إنشاء ميليشيات حزبية، وطائفية مذهبية، دون العمل على إنشاء قوى سياسية، تكون جزءًا من العملية السياسية للدولة العراقية. وهذا المنحى مكن ميليشيات متطرفة، كان من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر: حزب الله العراقي، الذي يعد وريث حزب الله في الأهواز، عندما أسس حزبه عام 2006م في لبنان، تحت مسمى «المقاومة الإسلامية»؛ ليتغير إلى مسمى «النهضة» في نهاية عام 2011 م، بعد الانسحاب الصوري للقوات الأمريكية من العراق.
تتحدث الميليشيات المتطرفة في العراق عن رؤيتها المذهبية لمفهوم الحاكم العادل، وعن إيمانها بالديكتاتور العادل، أي: الولي الفقيه في إيران، والمقصود هنا «آية الله خامئني». وعندما تسأل هذه الميليشيات المتطرفة عن الارتباط التنظيمي لأحزابها، وهل هي مرتبطة بحزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله، أم بإيران مباشرة، يأتيك الجواب: بأن «منظومة حزب الله - سواء - بفرعها اللبناني، أم العراقي، ترتبط مباشرة بالسيد الولي الفقيه آية الله خامنئي». فتستيقن الخبر حينئذ بأنها تجنح نحو إيران أيديولوجيًا، ودينيًا، وسياسيًا -أيضًا-. وفي تقديري: إن حزب الله العراقي يعد من أهم مصادر القوة الإيرانية، التي أنشأتها إيران، ومولتها، وسلحتها، وسيطرت عليها سيطرة كاملة؛ من أجل أن تحركها كما تشاء، وتستخدمها بالكيفية التي تشاء، وذلك من خلال العمليات السرية، والعسكرية.
أمثال ظاهرة الميليشيات المتطرفة، لا تنشط إلا كرد فعل على دعوات هنا، أو هناك، وذلك في إطار الهدف الإستراتيجي العام؛ لإضعاف الدولة التي تنتمي إليها، وعدم سيطرتها عليه؛ ولتكن أداة رئيسة في تحقيق ممارسة النفوذ الإيراني في المنطقة على أرض الواقع. وهذا الاتجاه يؤيده -الباحث الإيطالي- ريكاردو دوجولين، وهو باحث مختص في العلاقات الدولية، وشؤون الأمن الدولي، في مقالة له نشرها في صحيفة آسيوية، بأن إيران لديها قناعة جازمة، بأن أفضل ما يخدم مصالحها في المنطقة، هو أن تكون دول المنطقة ضعيفة، ولا تمتلك الحكومات المركزية فيها السيطرة على استخدام القوة. بمعنى: إن توجد في هذه الدول جماعات، وقوى تستخدم القوة، وتتحدى السلطة المركزية، ولديها القدرة على استخدام العنف، وإشاعة الفوضى. وهذا هو ما فعلته إيران -بالضبط- مع حزب الله، ودوره في لبنان، -وأيضًا- مع حركة حماس، ومع جيش المهدي، والميليشيات الشيعية في العراق. ثم يقول الباحث: إن هذه الأداة الأساسية بيد إيران، أي: الميليشيات، والقوى العميلة لها في الدول العربية تتيح لها في إطار إستراتيجيتها العامة، تحقيق عدة أهداف في وقت واحد، هي:
1 - إضعاف الحكومات المركزية، ومؤسساتها، وإضعاف قدرتها على السيطرة على الأوضاع في الداخل، -وخصوصًا- الدول العربية التي تعاني من اضطرابات، أو قلاقل في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، وإثارة الفوضى، والقلاقل فيها.
2 - القدرة عبر هذه الميليشيات، والشبكات الإيرانية، وما يمكن أن تقوم به بعمليات، على تخريب أي نوع من الإصلاحات الديمقراطية -بعيدة المدى- تشهده هذه الدول، وأي إصلاحات بشكل عام. وهذا بالنسبة إلى إيران هدف في غاية الأهمية، ذلك أن نجاح مثل هذه الإصلاحات، يعني الاستقرار، ويعني تقوية الدولة، وهو ما يتناقض مع المصلحة الإيرانية.
3 - وتتيح هذه الميليشيات، والقوى العميلة لإيران، التي بمقدور إيران أن تحركها كيفما تشاء، القدرة الإيرانية على التهديد الإرهابي للمصالح الغربية في المنطقة وقتما تشاء.
4 - كما أن قدرة إيران على تقوية هذه الميليشيات، والجماعات بالمال، وبالسلاح، وعلى تحريكها بما يخدم إستراتيجيتها في المنطقة، يتيح لها أن يكون لها نفوذ مهم في المنطقة، وتأثير على التطورات السياسية، والاجتماعية في دول المنطقة، من دون أن يمتد ذلك إلى أراضيها -نفسها-، ومن دون أن يؤثر على أمنها الوطني الداخلي.
حدود أي دولة، هي المفتاح الأمني الرئيس لها، باعتبار أن مبدأ السيادة، هو المعيار الحقيقي للدولة، وهو من المبادئ الرئيسة التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي. وعندما فتحت حكومة نوري المالكي -سابقًا- الباب على مصراعيه لهكذا ميليشيات، فهو إقرار بإضعاف السلطات الرسمية، واخفاق الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن في البلاد، والعمل على تهديد بناء الدولة، وإضعاف مؤسساتها. الأمر الذي سيتحتم على الحكومة العراقية -الحالية-، مراجعة موقفها من الميليشيات العراقية المتطرفة، وإصدار مذكرة اعتقال بحق أعضائها، كونهم يعملون على تهديد الأمن، والسلم للدول المجاورة، وهذا ما يتنافى -أيضًا- مع حساب المصالح الوطنية للعراق، وبالتالي قطع الطريق على قدرة إيران على التأثير على تلك الميليشيات، وممارسة نفوذها عليها..
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |