في الواقع، لم أكن أنوي الكتابة عن لقائنا الأخير في دبي، بدعوة كريمة من هذه الجريدة، فقد قام كثير من الزملاء بالمهمة وأكثر. هذا، ولكن مقال عميدنا المتألق دوما، جاسر الحربش استفزني، فجاسر تحسر على عدم حضوره اللقاء، والحقيقة أننا افتقدناه، وسأل عنه الجميع، وقد تحدث في مقاله بفخر عن هذه الجريدة التي تعتمد على سواعد شبابها السعوديين، والذين كانوا نجوما بحق، ويستحقون منا الإشادة، فشبابنا، كما نقول دوما، هم على قدر المسؤولية، متى ما أتيحت لهم الفرصة، وقد أثبت شباب « الجزيرة « أنهم من الكفاءة والتميز بحيث أنهم أخجلونا، وأخجلوا ضيوف الجريدة بتفانيهم، وحركتهم الدؤوبة، وابتساماتهم التي لا تفارق محياهم، إذ هم متواجدون منذ الصباح الباكر، وحتى آخر الليل، والحقيقة أنك نادرا ما تجد إنسانا يسعد، عندما تطلب منه خدمة، كما وجدنا ذلك من هؤلاء الشباب المتميزين.
ربما من حسن حظي أنني عملت مع اثنين من أنبل رؤساء التحرير، جميل الذيابي في الحياة، في فترة ماضية، وخالد المالك في الجزيرة حاليا، وهما يجبران الكاتب على احترامهما، فهما يتواصلان مع الكاتب مباشرة، ويمضي أحدهم وقتا طويلا في نقاش فكرة، أو مقترح مع الكاتب، دون ملل، وهذا ليس سلوكا شائعا لدى معظم رؤساء التحرير العرب، ومن المسلم به أن تألق الكاتب ينبع من شعوره بالاحترام من قبل رئيس التحرير، وهذا ما نلمسه من ربان سفينتنا أبي بشار، ونعلم جميعا أنه تسلم هذه الصحيفة، وهي ترزح تحت وطأة الديون، وفي موقع تنافسي متأخر، فاتخذ مقرها منزلا ثانيا له، وما برح ينشد التطوير، فنيا، وإداريا، وفكريا، حتى وصلت هذه الجريدة إلى ما وصلت إليه اليوم، ولا أظنها تحتاج إلى شهادة مني، أو من غيري، فالقارئ هو المعني بذلك، وأظن هذا القارئ قال كلمته، سواء كان في نجران وشروره، أو في طريف وتبوك، أو في الدمام، أو في جدة ومكة!.
ولئن كان معظم كتاب الصحف لا يعرفون شيئا عن إدارة صحفهم، ومجالس إداراتها، فإن «الجزيرة» حالة خاصة، فقد كانت حاضرة بقوة في دبي، وأضفى على هذا الحضور رونقا خاصا، تواجد رئيس مجلس الإدارة، مطلق المطلق، بأناقته، وخلقه الكريم ، وتواضعه الجم، وحرصه على القرب من كل الضيوف، ومعه في ذلك أبو بشار، رئيس التحرير،الذي لا يكل، ولا يمل من متابعة كل صغيرة وكبيرة، وثالثهم المهندس، عبداللطيف العتيق المدير العام، الذي لم يتكل على موظفيه، بل يتولى كل شيء بنفسه، فتجده يرحب بهذا، ويسأل عن وصول ذاك، وللأمانة، فلا أظنه ارتاح، إلا بعد نهاية المناسبة تماما، ومغادرة جميع الضيوف لدبي، ومما ميز حفل الجزيرة أنه جمع أكثر إعلاميي الوطن تألقا، ومن مختلف وسائل الإعلام، فكان كرنفالا متميزا يليق بهذه الجريدة، التي تؤمن بأن التألق لا حدود له، ومن أراد أن يتأكد مما أقول، فما عليه إلا الاطلاع على « الجزيرة 2015»، فقفزاتها التطويرية، وابتكاراتها ستكون مفاجأة مذهلة، إذ إنها ستصبح أول صحيفة في الشرق الأوسط تقفز هذه القفزات الكبيرة، ولست متخصصا في الشأن الفني لأشرح ذلك بالتفصيل، ولكن أقول:» انتظروا الجزيرة في 2015، فقد تكون قفزاتها التطويرية أكبر من تطلعاتكم بكثير، ولئن كانت الجزيرة متألقة، فأنتم تستحقون أكثر !».