بصراحة.. قد يكون الوقت غير مناسب لنقد أي عنصر من عناصر المنتخب الوطني، سواء لاعبا أو غيره، فالجميع مطالب بأن يقف خلف لاعبي منتخبنا في هذه المشاركة والمنعطف القاري المهم، ولكن دائماً التمادي والاستمرار على الخطأ يجب أن ينقد ويبين مهما كان الظرف، فاستمرار اللاعب ناصر الشمراني في ممارساته يجب أن توقف عند حدها، فلا أعتقد أنه اللاعب المعجزة الذي لا يمكن أن يكون تحت أي ظرف ولا يوجد أحد مهما كبرت أهميته أن يكون فوق الجميع بتماديه.
لقد حاول الكثير إيجاد مبررات غير منطقية في أحداث سابقة، سواء محلياً أو قارياً، وقد تكون البصقة المقززة في لقاء تتويج الفريق الأسترالي الأبرز ولكن لم تكن الوحيدة أو حتى الأخيرة، إن إيجاد مبررات ومحاولة الدفاع عن التصرفات التي مارسها اللاعب هي من جعلته يستمر في بلطجته وخروجه عن الروح الرياضية، فمهما حاول من حاول أن يجد مبرراً لما حصل أخيراً في اللقاء الودي للمنتخب مع منتخب البحرين بين اللاعب والمشجع فهي مبررات ساذجة واستخفاف بعقول الآخرين، فأي شخصية عامة سواء لاعباً أو غيره معرض أن يسمع ويقرأ أكثر مما حصل في ذلك اليوم في أستراليا وهذا أمر طبيعي في جميع الملاعب وفي جميع دول العالم ولكن غير الطبيعي هو استمرار اللاعب الشمراني في أسلوبه العدواني والأكثر سذاجة وجهل من يؤيد هذه التصرفات المنبوذة دينياً وخلقاً وسلوكاً، فحماية الخطأ أسوأ من الخطأ نفسه، والوقوف مع النفس والرجوع عن الخطأ حسنة، أما غير ذلك فيجب أن يبعد جميع من لا يتحلى بالروح الرياضية، فالأخلاق والأدب والتعامل الراقي هو ما يجب أن يسود مجتمعنا الرياضي بصفة عامة ولا لبلطجية الملاعب.
البحرين ليس مقياساً
نعم خسر المنتخب لقاءه الودي مع شقيقه المنتخب البحريني بنتيجة لم تكن متوقعة ثقيلة، فالخسارة واردة في عالم المجنونة ولكن أن تخسر بنتيجة أربعة أهداف ومن منتخب لا يتميز بفوارق فنية كبيرة عنك فهذا دليل على ضعف خط الظهر، وقد يكون للحراسة دور في ذلك ولكن دائماً تكون مشكلات الدفاع وعدم تنظيم الخطوط الخلفية وانعدام تفاهم عناصره هي أهم أسباب النتائج الكبيرة والكوارثية ولكم في منتخب البرازيل عبرة وما حدث له أمام المنتخب الألماني أمام جماهيره وعلى أرضه أن لاعبي الارتكاز والخط الخلفي هم الأهم لأي منتخب، ويعتبرون من وجهة نظري الترمومتر لأي لاعب فريق ويعتبر كذلك منطلقا للهجمات ولصناعة اللعب، وإذا ما توافرت جميع المميزات آنفة الذكر فلا تأمل في تحقيق أي عمل إيجابي داخل الميدان لأي فريق ومنتخبنا بمدربه السيد كوزمن مطالب في هذه البطولة أن يكون أكثر واقعية وأن يتعامل مع إمكانات لاعبيه وألا يتواجد إلا من يستحق بغض النظر عن الأسماء والتاريخ لأي عنصر، والكل يأمل أن يشاهد منتخبنا بعناصره بأفضل حال وألا تكون مباراة البحرين مقياساً، فدائماً اللقاءات الودية هي للبحث عن مزيد من الانسجام وتطبيق الخطط وليس للبحث عن نتائج إيجابية لا تضيف أي مردود نتطلع إليه.
نقاط للتأمل
- ما حدث من ناصر الشمراني -مؤخراً- أمر غير مقبول ويجب أن يتم إبعاده عن المنافسات بمختلف مستوياتها، فالرياضة رسالة حب واحترام وليس بلطجة وخروجا عن القانون.
- يجب احترام قرار المدرب كوزمن في إبعاد بعض اللاعبين، فرغم تميزهم وصغر سنهم إلا أن رأي المدرب يجب أن يحترم، فوجهة نظره تختلف عن وجهة نظر الإنسان المحب والعاشق للاعب.
- في مثل هذا اليوم وتحديداً الجمعة المقبل تنطلق بطولة القارة الآسيوية بمشاركة أفضل المنتخبات والكل يأمل لمنتخب بلاده البطولة ونحن كذلك يحدونا الأمل أن نحقق ونستعيد الهيمنة القارية.
- تصدر الفرق النصراوية لجميع المنافسات المحلية دليل على أن العمل يسير بطريقة احترافية ومنظمة خاصة على مستوى الشباب والناشئين وكذلك الفريق الأول بطل الفترة الشتوية.
- غريب أمر بعض الإعلاميين والكتّاب فبدلا من الاهتمام بالمنتخب ومؤازرته ومحاولة الوقوف معه اهتموا وسخّروا أقلامهم في قضية اللاعب سعيد المولد وأين سيذهب للأهلي أو الاتحاد وهذا ليس بوقته فعلا أمرهم محيّر.
- محاولة الإدارة الهلالية بإرضاء جماهيرها ومحبيها باستقطاب مهاجم مميز غير كاف لعودة هلال زمان، فالمطلوب أكثر بكثير من إحضار لاعب أو غيره.
- أفضل عقاب للاعب المحترف عند خروجه عن الأدب العام هو تقليص مبلغ عقده الاحترافي وكذلك المدة وعندها ستجد الكل في المسار السليم لأنه كل شيء إلا المردود المادي.
- من يوم الأربعاء المقبل بمشيئة الله 7-1 كل ليلة متواجدون من خلال برنامجكم برنامج كل العرب «صدى الملاعب» من دبي مواكبين البطولة القوية حتى نهايتها.
(خاتمة):
اللهم في هذا اليوم المبارك أسألك أن تحفظ قائدنا ووالدنا الملك عبدالله، وأن تديم عليه العافية، وأن تحفظه وتزيل عنه كل بأس يا رب العالمين.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.