في عام (1989) كان المنتخب السعودي على أعتاب أول مجد عالمي وعلى بُعد خطوة من التأهل لنهائيات كأس العالم في إيطاليا (1990)، وكان يحتاج إلى هدف وحيد أمام منتخب الإمارات ليقربه للنهائيات، وكانت كل الآمال والأمنيات معلقة - بعد الله - على هداف المنتخب السعودي آنذاك اللاعب ماجد عبد الله الذي فاجأ الجميع بتصرف غير مسؤول، اضطر على أثره حكم المباراة الأمريكي إلى طرده بالبطاقة الحمراء بعد اعتدائه بالضرب على لاعب منتخب الإمارات مبارك غانم!!.. وقد فُسر وبُرر ذلك الطرد في ذاك الوقت بأنه كان نتيجة (استفزاز) اللاعب الإماراتي للاعب السعودي، وهب في حينه الإعلام السعودي (المنضبط) بكل أطيافه وانتماءاته للدفاع عن ماجد؛ لأنه كان يمثل المنتخب على الرغم من أن تصرف ماجد الأرعن قد كلف المنتخب السعودي عدم الوصول لنهائيات (1990)، ووأد حلماً انتظره طويلاً وعمل من اجله كثيراً كل السعوديين الذين تساموا على مرارة خروج المنتخب وتجاهلوا خذلان ماجد عبد الله لهم، بل استقبلوا ماجد بعد تلك الحادثة في المطار استقبال الأبطال!!.
استحضرت هذه الواقعة التي تعتبر الأشهر والأسوأ في تاريخ مشاركات المنتخب السعودي، وتحسرت على حال المنتخب الذي أصبح ضحية لأطروحات وانتماءات وتناقضات الإعلام (المنفلت) بعد حادثة (الاستفزاز) الذي تعرض لها لاعب المنتخب السعودي ناصر الشمراني من مشجع نصراوي، وكيف باتوا يطالبون بكل حماقة بإبعاد ناصر عن المنتخب بدون مهنية إعلامية تردعهم أو مصلحة للمنتخب تعنيهم وتمنعهم من ترك إدارة المنتخب تعالج القضية بهدوء وتعاقب ناصر إذا رأت انه اخطأ بالأنظمة واللوائح الداخلية الخاصة بالمنتخب من غير إملاءات أو توصيات خارجية، كما كان يحدث في السابق مع وجوب الأخذ في الاعتبار الحوار (المعلب) للمشجع النصراوي الذي ادعى فيه انه جاء لمساندة المنتخب ولاعبيه، لكن استقبلهم بألفاظ بذيئة تعكس مدى احتقانه وتأثير التعصب الأعمى (الأصفر) على تصرفاته!!.
عموماً، صحيح ناصر الشمراني اخطأ في الاستجابة (لاستفزازات) المشجع النصراوي كما اخطأ ماجد عبد الله بالاستسلام (لمضايقات) اللاعب الإماراتي، لكن الفرق بين تلك الحقبة وهذه اللحظة هو صدق الإعلام (المنضبط) في ذلك الوقت، وشعوره بالمسؤولية وحسن تعامله مع الأحداث بحنكة وحكمة لا تحكمها الميول والعواطف كما يحدث الآن من (الإعلام المنفلت) الذي كشفته وفضحته تناقضاته، خاصة في التعامل والتعاطي مع قضية اعتداء لاعب النصر عمر هوساوي على موظف في المطار عندما برر ومرر النصراويون أن الاعتداء كان نتيجة استفزاز الموظف لهوساوي، بينما اصطفوا بكل سذاجة مع المشجع الأصفر في استفزازه لناصر الشمراني الذي في مهمة وطنية مع المنتخب لم يحترمها ويقدرها كالعادة المحتقنين والمتأزمين!!.
لماذا لاعبو الهلال بالذات؟
((... ذلك الفكر المحدود وتلك النظرة القاصرة التي ما زالت تسيطر على عقول المحتقنين والمغفلين وازعم أنها ستستمر، لكن هذه المرة باتجاه هدف آخر وهو لاعب الهلال وهداف الدوري ناصر الشمراني الذي حقق لقب الهداف (5) مرات، واقترب من تحطيم ما تبقى من إنجاز شخصي لماجد عبد الله وهو تحقيق لقب الهداف (6) مرات، واجزم أنهم لن يسمحوا ويقبلوا بحدوثه مهما كلفهم الأمر، وهنا اعني جيداً معنى (مهما كلفهم الأمر) وان غداً لناظرة قريب!!.. فهم يرفضون وينبذون أي رياضي يقترب من منافسة ومزاحمة ماجد على إنجازاته وألقابه حتى الوهمية منها، فكيف وقد أصبح ناصر الشمراني لاعباً هلالياً ومنافساً على كسر رقم ماجد القياسي الحقيقي والوحيد، لذا سوف يشاهد المتابعون المزيد من سقوط الأقنعة وسيرى الرياضيون الكثير من قرارات لجان الاتحاد السعودي المجحفة والانتقائية في حق ناصر الشمراني، كما كانت على مدرب الهلال سامي الجابر، ويتابع المشاهدون العديد من البرامج الموجهة ضد ناصر الشمراني واجزم أنها ستكون أضعافا مضاعفة من تلك التي استهدفت سامي الجابر!!.
السؤال الذي اطرحه على الهلاليين وتحديداً إدارة نادي الهلال وأعضاء شرفه وقبل أن يفاجأ رئيس الهلال بالأحداث وتسارعها كما برر لسكوته وتمريره ما حصل لناديه ومدرب ولاعبي فريقه في الموسم الماضي: هل أنتم مستعدون لتلك اللحظات والقادم من القرارات وقادرون على مواجهتها والدفاع عن هداف فريقكم ناصر الشمراني كما وعدتم جمهور ناديكم بعد تجربة سامي المريرة والفريدة مع المتعصبين والمغفلين، أم أن صمتكم وتجاهلكم لما يجده لاعبوكم من إساءات سيظل كما كان ويصبح ناصر الشمراني فريسة سهلة للمحتقنين والمتطفلين على المهنية الإعلامية ؟!!..))
الحروف أعلاه هي جزء من مقال كتبته بعنوان (ناصر الشمراني وتجربة سامي) في تاريخ (1 - 6 - 2014) وتوقعت فيه أن يكون ناصر الشمراني هدفاً غير مشروع للإعلام المحتقن والمتأزم، وحذرت من خلاله إدارة الهلال من أن يتركوا ناصر الشمراني فريسة سهلة للمتعصبين والمغفلين، وسألت فيه الهلاليين هل انتم مستعدون لما قد يجده هداف فريقكم ناصر الشمراني من حرب ضروس شريفة وغير شريفة وقادرون على مواجهتها والتصدي لها؟!.. للأمانة وبكل مصداقية توقعت أن يستمر الحال على ما هو عليه من سلبية إدارة الهلال في التعامل مع مثل قضية ناصر الشمراني (واستفزاز) المشجع النصراوي، ولم أفاجأ بردة فعل رئيس نادي الهلال الضعيفة، لان المفاجأة الحقيقية بالنسبة لي وللكثيرين كانت أن يخرج رئيس نادي الهلال ويدافع (بالحق) عن لاعب فريقه!!.. على كل حال أدعو رئيس نادي الهلال إلى أن يسأل نفسه بكل صراحة لماذا لاعبو الهلال (بالذات) الذين يتم افتعال قضايا لهم مع المنتخب وفي فترة إدارته (تحديداً)؟! وهل يعقل أن يكون اتهام ياسر القحطاني ونواف العابد بالمنشطات وهما مع المنتخب ثم اتهام سالم الدوسري بالتهرب من المنتخب والتشكيك في ولائه للوطن، وأخيراً استفزاز ناصر الشمراني وإيقاعه بالخطأ كلها كانت صدفة في رئاسته؟!.. ربما تكون الإجابة مؤلمة وموجعة!!.
خاتمة:
أحد المغردين يقول: لو كان اللاعب حسين عبد الغني في نادي الهلال لتم شطبه في أول موسم له مع الهلال!!.. وأنا أقول المعنى في بطن الشاعر!!.