حضرت مُتأخراً إلى (بعض الأصدقاء) في استراحتهم، وعلى غير العادة كان ردهم علي بصوت واحد (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، رغم أنني ألقيت (السلام) بطريقة شبابية!
الوجوه لم تكن (نفس الوجوه) التي أعرفها، فهناك (أمر ما) يحدث؟ خصوصاً عندما قال لي أحدهم (السلام نظر.. أجلس وأنت ساكت).. أكمل يا شيخ!.
كان هناك (شخصية) يتم الاحتفاء بها وسط المجلس، أكمل الرجل حديثه الذي قطعته بدخولي، وقال يا إخوان لا يجب أن نخافهم (فصنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون) كما في الحديث الصحيح (أي يعمرون البيوت ويعيشون فيها مع البشر)، وهم أضعف من الإنسان في كل أحوالهم، وليسوا أكثر بطشاً وقوة وقدرة منه، كما يعتقد الكثير!
قلت لمن يجلس بجواري، من هؤلاء (يا أخ العرب)؟!
فرد علي وقد أحمرت عيناه (أسكت الله يرحم والديك)، الرجال يتكلم عن (الجن)!
هنا (بلعت ريقي.. وشربت فنجان قهوته بالخطأ)، خصوصاً عندما قال الرجل (يا أحبة) منهم من يسكن (دورات المياه)، ومنهم من يسكن (بطون الأودية)، وحتى في المساجد يشغلون المُصلين، وبعضهم تفرغ ليسكن (أجساد البشر) ويؤذيهم!!
نظر جاري إلى (فنجانه) فوجده مشروباً، ثم نظر إلي فقلت (مالي دخل ما شربته)، عندها أستأذنا (نحن الاثنان معاً)، وخرجنا على عجل، وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لأن منهم من (يجوب الشوارع والطرقات) ليؤذي الناس!
ما إن وصلت إلى المنزل، وفتحت التلفزيون على قناة (المرأة العربية) إلا وخرج فيها شخص يُطلق على نفسه (الشيخ الروحاني يوسف فتوني) يجيب على أسئلة المُتصلات، ما اسمك؟ وما اسم أمك؟ ويلتفت على يمينه (يتمتم على الهواء) ثم يقول للمُتصلة أنت مصابة بسرطان الثدي -اتصلي بنا بعد الهواء- نبحث لك عن علاج!!
رفعت السماعة على (صاحب الفنجان)، وقلت هل قال شيخكم أنهم ربما يسكنون في (القنوات الفضائية) مع الدجالين؟!
قال لا أدري، ولكن هل لهم علاقة (بتعطل كهرباء السيارة)؟!
أغلقت الهاتف حتى لا يطلب مساعدتي.. ونفثت عن شمالي (ثلاثاً)!
وعلى دروب الخير نلتقي.