استقدم رجل أعمال سعودي عاملاً «فلبينياً» أصيب بمرض السرطان بعد خدمة امتدت لـ(20) عاماً، ما اضطر أسرته لبيع منزلهم للصرف على علاجه، إلاّ أن رجل الأعمال زار الأسرة وقرَّر أن يشتري منزلهم ليعيده إليهم، وخصص لهم مصروفاً شهرياً. وقال «عبدالله السالم»: فعلتُ ذلك لأن الرجل خدم المؤسسة لأكثر من عقدين من الزمن بإخلاص، كان عاملاً مميزاً، وكان يستحق أن نحفظ له كل ما أعطى للمؤسسة من خدمات جليلة، مضيفاً:
«زرت أسرته بالفعل وقدَّمت لهم العزاء، وأعدت لهم منزلهم الذي باعوه من أجل علاجه، وخصصت لهم مصروفاً شهرياً». ولم تقف مواقف «السالم» عند ذلك، فقد أقام في منزله احتفالاً كبيراً لمشرف المشروعات وهو رجل هندي يعد أول موظف في المؤسسة بعدما تقدَّم عمره، وأراد أن يتقاعد، وكرّمه في حفلة حضرها كل موظفي المؤسسة.
في الإعلام، يسمون مثل هذه الأخبار، أخباراً ترويجية، ولو كنت رئيساً للتحرير، لفعلت ما فعله الأستاذ خالد المالك، في إبرازه لهذا الخبر، حتى ولو كان فيه خدمة إعلانية لرجل الأعمال، فمَنْ مثله اليوم، يترك عمله وبلده لكي يواسي أسرة عامل كان قد عمل عنده واستلم كامل مستحقاته قبل أن يعود لوطنه ثم يُصاب بالسرطان؟!
للأسف، هناك حجم هائل من نشر الإساءات للعمال الأجانب، لكن حجماً ضئيلاً جداً من أخبار الحب والاحترام، نراه اليوم في وسائل إعلامنا. ولو أنَّ هناك رؤية إعلامية شاملة، لتوصلنا إلى إعلام يوازي بين الأمرين، ليس في شأن العلاقة مع العمال، بل في كل شأن.