بصراحة لم أتصور أن تصل مشكلات الاحتقان والتعصب إلى أروقة المنتخب وعناصره، فالواضح كل الوضوح أن لاعبي المنتخب لم يجدوا الحماية الكافية، ولم يتم إبعادهم عما يحدث خارج أروقة المنتخب ومعسكره، فبعد حادثة اللاعب ناصر الشمراني والمشجع، اعتقد كثير من الناس أنه موقف فردي وليس له علاقة بالتشنج الحاصل في الجو العام الرياضي، إلا أن الأحداث المتلاحقة والمتسارعة أثبتت أن الاحتقان والتعصب قد استشرى وعم على الجميع وما زاد الطين بله مثلما يقولون، استعجال لجنة الاحتراف في حسم واتخاذ قرار نهائي في قضية اللاعب سعيد المولد الذي أثر هذا القرار على أداء اللاعب وتشتيت ذهنه، مما استدعاه للمداخلة فضائياً ولم يتوقف عند هذا الأمر فحادثة هزازي والسهلاوي من أغرب القصص إذا ما أدركنا أن المشكلة ليس لها أسس أو أصول ولكن هذا كله ناتج عن الضغوط والاحتقان والتعصب الذي تفنن كثير من الأشخاص في زرعها وفي كل الأحوال كشفت لنا هذه المشكلات وتضارب تصاريح المسؤولين أن الاتحاد السعودي أضعف مما كنا نتصور وأن إدارة المنتخب عاجزة كل العجز عن ضبط الأمور والسيطرة على أفراد منتخبنا، وهذا يجعلنا جميعا نطالب باتحاد أقوى من هذا الاتحاد وأكثر خبرة ودراية حتى لا تنفلت الأمور أكثر مما حدث.
احترافية لجنة الاحتراف
سؤالي اليوم... موجه للعزيز الأخ عبدالله البرقان الذي دائما ما يستاء من نقدي للجنته التي أرى أنها قد أخطأت كثيرا وجنت على الأندية، وغضت الطرف عن أمور عديدة، ولكن السؤال اليوم يا أستاذي العزيز كيف يتم مناقشة ودراسة والنظر في قضية لاعب يمثل المنتخب وفي مهمة وطنية وإذا كان لا بد من حسم الأمر وإنهائه قبل إقفال المدة فلا بأس من تداول القضية وحسم أمرها بعد النظر في جميع محتوياتها ولكن عدم إعلان النتائج والقرارات إلا بعد انتهاء المنتخب من تصفيات كأس آسيا، وهذا أمر مفترض أن يتعامل بهذه الطريقة، أما ما قامت به لجنة الاحتراف فاعتقد أنه لا ينم على أن هناك أي نوع من المهنية والعمل الاحترافي رغم أنها هي اللجنة الوحيدة المعنية في الاحتراف ومهنيته وشئونه وكان واضحا وجليا تأثير ما أصدر من قرارات على اللاعب ومستوى أدائه وانشغال فكره حتى أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء وتداخل فضائيا، وهذا أمر محظور وممنوع على أي لاعب يمثل منتخب الوطن ولكن في نهاية الأمر نقول مين يحاسب مين.
نقاط للتأمل
- فاز المنتخب بنتيجة كبيرة في لقائه أمام كوريا الشمالية بعدما خسر لقاءه الأول أمام الصين بسبب العقم الهجومي، ودائما الهجوم خير وسيلة للدفاع.
- أثبتت طريقة المنتخب الأخيرة 4-4-2 أنها أفضل طريقة للمنتخب، التي تساعدهم على التواجد في المقدمة مع مساندة الوسط أثناء الهجمة المرتدة.
- ما حدث بين السهلاوي وهزازي أمر طبيعي يحدث دائما إلا أن هذه المرة قد ضخمت وجعلت مادة دسمة للبرامج الرياضية، وهذا لا ينفي أن الاحتقان والمشكلات موجودة.
- أفرزت لنا مشكلة الهزازي والسهلاوي أمرا مهما وهو عدم تفاهم المسؤولين مع بعضهم البعض وأن كل واحد يغني على ليلاه فأحمد عيد ينفي إطلاقا وزكي الصالح... ينفي ولا تعليق.
- عندما أسمع وينقل لي أن «توتير» أصبح متنفس الضعفاء والمساكين الذين لزموا منازلهم بدون أي تواجد بعدما كان لهم شنة ورنة.. أقول إنه ليس زمنك.
- اللجنة تقر وتتحدى، واللاعب يرفض ويهدد بالاعتزال، والنادي المتضرر يهدد بالذهاب للمحكمة الدولية، والطاسة ضايعة لعدم المعرفة التامة بالاحتراف.
- الأندية السعودية تحصل على الرخصة الآسيوية ويسمح لها بالمشاركات القارية، ولجنة الاحتراف ترحب بتعاقداتهم الجديدة، وبعد ذلك يخرج بيان بعشرات الشكاوى عليها لدى الفيفا.. أمر يجنن.
- المباراة المقبلة لمنتخبنا أمام أوزبكستان لا تقبل أي احتمالات سوى الفوز والتأهل للمرحلة الثانية كنوع من رد الاعتبار ولو مؤقتا.
خاتمة
ضع قليلا من العاطفة على عقلك حني يلين..
وضع قليلا من العقل على قلبك كي يستقيم.
(ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي).