على غرار تظاهرة باريس الرافضة للإرهاب، قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمشاركة الرئيس الألماني جابريل جاوك وسفراء الدول الإسلامية تجمعاً ضد الإرهاب. التجمع الذي شكَّل تظاهرة سياسية وثقافية التأم بناء على طلب المستشارة الألمانية، وتم يوم الثلاثاء، لمواجهة دعوات التطرف والإقصاء التي تقوم بها جماعات يمينية متطرفة تستهدف المسلمين في ألمانيا، اعتادت تنظيم تظاهرات أسبوعية ضد المسلمين في ألمانيا وأوروبا، مدعية بأن المسلمين يخططون لأسلمة أوروبا. ورغم أن هذه المنظمة الشوفينية المتطرفة تواجه برفض قطاع كبير من الشعب الألماني، وخصوصاً الأحزاب السياسية والشخصيات الفكرية والثقافية وقادة الأحزاب. إلا أن تواصل تظاهرات الجماعات المناهضة لوجود المسلمين أوجد حالة نفور من المسلمين، وإن كانت في بداياتها، ورغم قلتها إلا أن المستشارة الألمانية ميركل قامت بمبادرتها هذه للحد من تنامي الكراهية في المجتمع الألماني. وقد تلقف المجلس المركزي للمسلمين مبادرة السيدة ميركل ونظم التجمع الذي شارك فيه إضافة إلى الرئيس والمستشارة جميع قادة الأحزاب والمنظمات الثقافية والفكرية. وقد أكدت المستشارة نبذ الإرهاب بكل وسائله وطرقه، وأنه لا يجوز تحميل المسلمين مسؤولية أفعال المتطرفين بشكل جزافي، منتقدة الحركات المناهضة للإسلام مثل الحركة الشوفينية الألمانية المناهضة للإسلام والمسلمين (بجيدا) التي تحدثنا في مقدمة هذه المقالة عن محاولاتها الرامية إلى نشر الكراهية بين المجتمع الألماني ضد المسلمين.
المستشارة الألمانية التي تحظى بالاحترام والتقدير، كررت العبارة والشعار الذي أطلقه الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف والتي تؤكد أن المسلمين جزء من النسيج الألماني، بقوله (الإسلام جزء من ألمانيا)، وهو الشعار نفسه الذي كررته يوم الثلاثاء المستشارة الألمانية في تظاهرة التجمع الذي ينبذ الكراهية. وقد دعت السيدة ميركل علماء الدين الإسلامي ومفكريه توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والتشديد على الفصل بين العقيدة الإسلامية والإرهاب الذي يمارسه المتطرفون والإرهابيون الذين يستغلون هذه العقيدة السمحة لتنفيذ مآربهم.
المستشارة كررت قولها أن الإسلام جزء في ألمانيا أمام البرلمان، وأمامه أيضاً طالبت علماء الإسلام ومفكريه بتوضيح صورته الحقيقية لقطع الطريق على من يحاول استغلاله لنشر أفكاره المتطرفة، وتفويت الفرصة على من يحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين من الجماعات الشوفينية المتطرفة من الثقافات الأخرى التي أرعبها تنامي المسلمين في أوروبا حتى أصح من حق المسلمين أن يكونوا جزءاً من أوروبا، ولكن على شرط أن ينبذوا دعاة الإرهاب من صفوفهم ويوضحوا بأعمالهم وتصرفاتهم سماحة هذا الدين العظيم وتقديسه للنفس البشرية.