** كنا بأمسّ الحاجة إلى موقعة كروية نستعيد من خلالها شيئاً من الثقة بالنفس والقدرات، قبل البحث عن باقي المكاسب المشروعة الأخرى، ولاسيما في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، والتي هي أساساً من صنع أيدينا؟!.
** لهذا جاءت مباراة كوريا الشمالية وما تمخض عنها لتعيد لنا البسمة التي غابت عنا طويلاً، حتى وإن كانت غير كافية، أو غير مكتملة العناصر التي من شأنها أن تجعلنا أكثر طمأنينة إلى أن الأمور قد عادت إلى نصابها، وأعني بذلك إمكانات المنتخب الكوري الشمالي، ولكنها -على أية حال- قد أعادت إلينا بارقة أمل في تقديم الأفضل في قادم اللقاءات ومن ثم المنافسة (بإذن الله)، ولكن بشروط لا أحد يجهلها.
** واليوم، وأمام المنتخب الأوزبكي الأكثر خبرة، والأكثر تنظيماً ومراساً جماعياً وفردياً وعناصرياً من الكوري الشمالي، نحن بحاجة أكثر لتأكيد الصحوة الخضراء التي حضرت أمام كوريا الشمالية، وذلك من خلال العمل على استثمار الجوانب الإيجابية التي تحققت على ضوء اللقاء السابق، قلت: (استثمار) ولم أقل الارتهان أو الركون، لأن ثمة فوارق بينهما.
** بمعنى أن مباراة اليوم هي -بلا شك- مفترق طرق سواء من حيث إثبات الوجود، أو من حيث القبض على بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.
** وصقورنا الخضر بقيادة مدربهم، هم محط ومحل ثقة الجميع، بقدراتهم، وبحرصهم، وبما يمتلكونه من أحاسيس ومقومات تمثيل وطنهم أفضل تمثيل.
** بالتوفيق لأخضرنا اليوم وكل يوم (بحول الله وقوته).
مضافة (يا سارية خبريني)؟!
** في (مضافة) قناتنا الرياضية الليلية الآسيوية، لا تعلم هل أنت تستمع وتتابع رؤى أصوات إعلامية تزن وتعي ما تقول، أم أنك أمام شلة استراحة لا تفرق بين ما يتقبله المشاهد الواعي، وبين ما يرفضه، مبررهم لممارسة إسفافهم ذاك إن (رضى الناس غاية لا تُدرك)، بمعنى أنه لا ضير من رفض واستهجان الأسوياء لذلك (اللت والعجن) طالما أن هناك من يتراقص على أنغامه، والذين هم بطبيعة الحال مرتادو مدرج فريق ذلك (الجهبذ) المنفوش الريش، بطول وعرض الشاشة خاصة وأنه لا يشغل باله سوى كسب إعجاب ذلك المدرج بصرف النظر عن ثمن ذلك الإعجاب؟!.
** ولأن القناة مُختطفة كما هو معلوم لدى القاصي والداني، ولأن توجهها (الأصفر) البحت لا يحتاج إلى إثبات، لذلك -وكالعادة- تم اختيار ثلاثة عناصر معروفة بتلاقح الأفكار، وانسجام التوجهات، وتناغم الأهداف والرؤى، في مقابل اختيار عنصر واحد غارق في المثالية حتى الثمالة، إلى الحد الذي يتحول معه في كثير من الأحيان إلى صدى لما يطرحه الثلاثي (الكوكباني) ربما لفرط المثالية، وربما لشعوره بالعزلة أمام سطوة الثلاثي إياه؟!.
** بطبيعة الحال لا تعنينا هنا تلك الحركات (الاستظرافية) التي يتداولونها بين الفينة والأخرى بغية التميلح فذاك شأن آخر.. وإنما يعنينا شأن المنتخب وما يدور في فلكه.
** ففي سبيل ذر الرماد، يتبجحون بانحيازهم كلياً للأخضر.. فيما هم يمتطونه لأغراض أخرى، كأن يظل يردد أحدهم أسماء لاعبي فريقه المفضل بين كل جملة وأخرى في سبيل إيهام المشاهد كالعادة بأنهم هم الأفضل، ما يعني عدم أهلية من يمثلون المنتخب وبالتالي تجريدهم من ثقة الجماهير.. ثم لا يجد من بين باقي الأطراف من يقول له: كفى (تراك مسختها )، هذا عدا التركيز على الدعاية المجانية لأندية معينة على حساب أخرى؟!.
** عندما يستحضرون الماضي، وما أكثر ما يستحضرونه، لا يذكرون بالخير سوى ماجد ومحيسن، ويتجاهلون النجوم الأفذاذ الذين صنعوا ماجد ومحيسن، بل صنعوا أمجاد الكرة السعودية في حضور محيسن وماجد وفي غيابهما!!.
** في حلقة ليلة الفوز على كوريا الشمالية، تركزت إشاداتهم على عبقرية السهلاوي، في تعبير مبطن على أنه حامل لواء انتصار الأخضر، ومنقذه من الخسارة، مع بعض التلميحات إلى حُسن تعامل الهزازي مع زميله السهلاوي.. في حين أصابهم الخرس تماماً عن التطرق ولو بكلمة واحدة ولو عرضية عن الحائز على جائزة أفضل لاعب في المباراة الذي حرث أرض الملعب طولاً وعرضاً، وصنع، وسجل، بل لقد سمعتهم يرددون أكثر من مرة بأن السهلاوي هو الأفضل، رغم أن من وضع معايير الأفضلية هم خبراء وليسوا (حملة دفوف)، فيما ظل التقريع اليومي والمتكرر الذي يتبناه (صاحب المادة الخامسة) منصبّاً على سالم الدوسري كمادة إلزامية يتوجب عليه طرحها، متعامياً عن الرقابة القوية المفروضة على الدوسري من قبل المنافسين للحد من خطورته.. فأي انحياز للأخضر هذا الذي يدّعونه ويتشدقون به كذباً وزوراً؟!!.
** في معرض استعراضهم لقدراتهم في (الفهلوة) حول التعصب وما أدراك ما التعصب.. نوخوا ركابهم عند مقولة محمد الحميداني، وذرفوا ثمة الدموع، ولم يتذكروا من قام بتغيير معالم المنارة، ولم يذكروا أو يتذكروا ما حدث بالأمس القريب من (نحر البُدن) وتمزيق الأوراق النقدية احتفالاً بظلم أحد الأندية السعودية لحساب أحد الأندية الأجنبية، وهو ما فضحهم وعرّاهم أمام الملأ، كل الذي ذكرته آنفاً لا يعني أنني أسير في ذات الاتجاه الذي يسيرون فيه من حيث الحديث عن الأندية، وإنما لكشف أكذوبتهم من أن الأخضر هو همّهم الأول؟!.
** بالمناسبة: عبر تويتر وعلى خلفية فوز الأخضر، غرد أحد قدامى الإعلام النصراوي قائلاً (راحوا فيها الهلالية مع أهداف نايف والسهلاوي) مع أن المباراة للمنتخب.. فيما غرد الأسطورة محمد الدعيع قائلاً (يا عمري يا السهلاوي) فانظر يا رعاك الله إلى الفوارق الشاسعة بين عقلية وأخرى، بين من يغرد حباً وانتماء للوطن ومنتخبه، وبين من (ينعق) كراهية وتخلفاً، ثم قِس على هذين الأنموذجين ما شئت من المضحكات المبكيات؟!.
** الخلاصة: كل من حمل ويحمل شعار المنتخب الوطني فهو مواطن، ولو لم يكن كفؤاً لحمله لما نال ذلك الشرف.. فقط لو تكف دكاكين الفضاء (التخريبة) شرورها عن كرتنا، وعن جماهيرها لأصبحنا بخير مثل السابق دون النظر لألوان الأندية، ودون الحاجة لغربان الفضاء من المنتفعين والمرتزقة وأصحاب التوجهات المشبوهة؟!.
** يا معالي الوزير: هل بقي لنا من بصيص أمل في التفاتة منكم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ماء وجه إعلامنا الرياضي المرئي الذي يحتضر بفضل سطوة وسيطرة أصحاب الأجندات الميولية المتطرفة على مفاصله حتى تحول إلى عبء اجتماعي يبث أسباب الكراهية، ويتفانى في توسيع رقعتها على مدار الساعة دون حسيب أو رقيب.. فما تقدم ما هو إلاّ قليل جداً جداً، من كثير جداً جداً، من الغثاء الذي تصدره الشاشة للجمهور صباح مساء بداعي الإثارة، مما يعني أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من العبث؟؟!.
** هل أذكّركم يا معالي الوزير بأن المشاهد البريء (الضحية) أمانة في عنقكم، أم أنكم لا تحتاجون إلى تذكير؟؟.
بيت القصيد:
يا باري القوس برياً ليس يحسنه
لا تفسد القوس، أعطِ القوس باريها