فاصلة:
«معرفة المرء أنه جاهل هي خطوة كبيرة نحو المعرفة»
- حكمة عالمية -
هل يمكن أن نسمي ما يحدث في موقع تويتر «إعلام المواطن»؟
إعلام المواطن أشمل من صحافة المواطن التي هي صحافة عامة أبطالها أعضاء من العامة يلعبون دوراً نشيطاً في عملية جمع ونقل وتحليل ونشر الأخبار والمعلومات.
إعلام المواطن هو التحول الأبرز الذي حصل خلال العقد الأخير على مستوى الإعلام وهو شكل من أشكال الممارسات الصحافية غير المهنية، وأقول غير المهنية لأنها بالفعل لا تلتزم بأخلاقيات المهنة.
وهي أيضاً تواجه تحديات لا تمكنها أن تكون إعلامًا بديلاً.
في الملتقى الأول حول «الإعلام والديمقراطية» الذي انعقد في ديسمبر 2012م أورد «حمداوي عمر ورمضان الخامسة» مداخلة بعنوان صحافة المواطن والإعلام التقليدي....علاقة تكامل أم تنافس؟ عدد من التحديات مثل:
1- التحدي المفاهيمي: فالمعلومات الناشئة عن هذا الإعلام تكون أقل دقة وصحة نظراً لأنه لا يمكن التثبت من صحتها وفق الأسلوب التقليدي الذي يعتمده المحررون في الصحف وشبكات التلفزيون».
2- التحدي الاقتصادي: الذي يواجه كل إعلام ذي طبيعة «تشاركية» فالطابع غير المعروف للمضامين التي ينتجها الهواة تجعلها تثير مخاوف المعلنين، حيث يمكن أن يجد هؤلاء إعلاناتهم معروضة إلى جانب مضامين مقرصنة أو إباحية أو عنصرية أو بها قذف، أو تشهير.
3- التحدي القانوني: أو ما يتعلق بحماية حقوق المؤلفين، فرغم استعدادها لسحب أي مضمون لا يحترم حقوق المؤلفين، إلا أنه من الملاحظ وجود العديد من المتابعات القضائية في هذا المجال.
4- التحدي الأخلاقي: فيما يخص حماية الأفراد من الاتهامات الباطلة خاصة إذا كانت عملاً جماعيًا لأنه يصعب التعرف على أصحابه.
ما سبق من التحديات نراه بوضوح في شبكات التواصل الاجتماعي والأخطر في نظري ليس رصد كثير من الدراسات أن تكنولوجيا الاتصال في الفترة من 1997 إلى 2003 قد أتاحت لإعلام المواطن التوسع في استخدام الوسائط المتعددة والتفاعلية، وارتفعت تغطية إعلام المواطن لأخبار الرياضة والطقس والجريمة، إنما في غفلتنا عن دراسة هذه الظاهرة وتأثيرها على مجتمعنا.
ليس سهلاً أن تكون نشر المعلومات بيد العامة هذا يمكن أن يحدث تشويشًا للرأي العام، كما أن إعلام المواطن يمكن أن يهدد المهنية الإعلامية التي هي في مجتمعنا مهددة وفق واقع إعلامي يخلو من تنظيم المنظمات والهيئات المتخصصة لوضع إستراتيجية لهذه المهنة.
نعيش اليوم مرحلة ليست سهلة في تأثير الإعلام على المجتمع وفي الوقت ذاته لا تواكبها أبحاث علمية متخصصة والكرة في مرمى أقسام الإعلام في جامعاتنا.