يعد المسرح من أهم الفنون والثقافات التربوية في العالم أو هو أبو الفنون.. حيث إن المسرح يصلك بالمعلومة كاملة عن طريق رسالة واضحة ومباشرة التي لم تستطع فهمها عن طريق الاستماع أو قراءتها.. والمسرح يبين لك التعابير وكأنك تعيش في تلك الحادثة.
وفي المدرسة (يفترض) أن يعتبر أحد الأنشطة فيها تحت إشراف معلم مختص بالمجال المسرحي، ذلك لأن أهدافه: إيصال رسالة ثقافية إلى الجمهور/ الطلاب.
وبالتالي، فإن تأخر الإدارة العامة للتربية والتعليم بالإحساء «خاصة» وفي مناطق المملكة «كافة» عن الاهتمام بالمسرح المدرسي تأخر خطر.. ثقافياً وتربوياً وتوعوياً وفكرياً..!!
لقد تعمدت أن أخص الأحساء لأن الإدارة العامة للتربية والتعليم فيها أبرمت قبل سنوات ممثلة في النشاط الطلابي (الثقافي) شراكة مع فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء لتدريب وتأهيل عدد من معلمي مدارس الأحساء في مجال المسرح، وإعادة الروح لـ 350 مسرحاً مدرسياً للبنين في المنطقة بعد غياب أنشطة المسرح المدرسي في معظم مدارس البنين لأكثر من سبع سنوات. مدة الشراكة عام كامل لتقديم الاستشارات الفنية والمهنية والنصوص المسرحية والإخراج والديكور.. حددت زمن الانطلاقة, ربما تتمكن بعدها الإدارة من ضخ الدماء في المسرحيات التربوية باعتبارها النموذج الفني الأدبي في ما يحدثه من تأثير تربوي.
وقد أورد الخبر أن الإدارة طرحت مسابقة في التأليف المسرحي ضمن مشروع تطوير المسرح المدرسي بمواضع مقترحة منها: مسرحة المناهج، والمواضيع الإسلامية والاجتماعية والتاريخية، والنصوص المسرحية التي تعالج بعض السلوكيات داخل أسوار المدرسة وخارجها، والمواطنة.. فهل هذا المشروع وذلك العقد المبرم سيتمكنان من تقديم مسرح مدرسي بعناصر مسرحية مكتملة البناء..؟
وهل استطاع أن يقدم شيئاً بعد مرور سنوات على إبرام العقد؟
المجيء المتأخر يوجع كثيراً إذا ما قسنا المسرح لدينا بمسارح الخليج.. مسارح الوطن العربي.. المسارح العالمية.. لنرى أولاً ما هي عناصر بناء المسرحية كما وقفت عليها وقرأتها في المؤلفات المعنية بالمسرح:
1 - موضوع المسرحية وشكلها: يجب أن لا يتنافى مع المعايير الأخلاقية أو الجمالية، ولا يفصل موضوع المسرحية عن شكلها؛ فإذا كانت ذات شكل كوميدي كان الموضوع كوميدياً ذا هدف تربوي سليم.
2 - الشخصية: يجب أن تتناسب الشخصيات مع أدوار المسرحية، فدور القائد مثلاً يجب أن يتميز من يقوم به: بالقوة الجسمية، وحسن التصرف، والقدرة على الكلام، والجرأة.
3 - البناء الدرامي: وهو أن تسير الأحداث بتفاصيلها المختلفة بحيث تجعل الوصول إلى النتيجة أمرا واقعيا، ويكون لكل حدث سبب منطقي دون مفاجآت أو مصادفات مفتعلة، ويعتمد البناء الدرامي السليم على الإثارة والتشويق بعيداً عن التعقيد والغموض.
4 - الصراع: وهو إما أن يكون صراعا ًداخلياً، وتعني الدوافع النفسية لدى الممثل، وإما أن يكون صراعاً خارجياً بين أفراد عدة ينتمون إلى المجتمع.
وهناك ثلاثة أنوع من الصراع أو ما يسمى (التحريك الدرامي)، هي: الحركة العضوية التي تظهر واضحة عن طريق أعضاء الشخص وحواسه، والحركة الفكرية وهي التي يكون فيها الصراع بين مجموعة من أفكار الشخص نفسه، أما الحركة الثالثة فهي: حركة الشخصيات، وتعني التداخل والحوار بين شخصيات المسرحية.
5 - السيناريو: وهو علم مستقل يوضح طريقة سير المسرحية مكتوبة بالتفصيل ويشمل: الشخصيات وأدوارهم والحوار والحبكة والمؤثرات والديكور، وجميع أحداث المسرحية بكل تفاصيلها الأدبية وتقنياتها، وكلما كان السيناريو مرنا اتصف بالجدية والتميز.
6 - الحوار: يصور فكرة المسرحية، وهو « الكلام « الذي يجب أن يحفظه الممثلون مع حضور المشاعر وإتقانها، بحيث لا يكون حوارا باهتا يبدو سخيفا بدون ظهور الانفعالات.
ولن نغفل تقنيات العمل الدرامي المسرحي من الديكور.. الملابس.. الإضاءة.. المؤثرات الصوتية.. المكياج..!!
فهل انقطاع سبع سنوات عن المسرح.. أي مسرح كان أصلاً متواضعاً.. ثم العودة إليه وقد سبقتنا الدول الأخرى بمراحل.. هل سيؤسس مسرحاً سعودياً متكاملاً وبالصفة المأمولة..؟؟
والسؤال المهم.. والأهم.. لماذا اقتصرت العودة على المسرح المدرسي «بنين» ولم أقرأ شيئاً عن المسرح المدرسي «بنات»!!!؟ وقت إبرام العقد، ولا بعد مرور سنوات على إبرامه!؟.