بعد هذا الانتقال السلس والهادئ للسلطة والذي جاء بلا ضجيج يقلق راحة المواطن ويقض مضجعه، وخصوصاً أنه يشاهد ما حوله من بلدان تعيش أوضاعاً مأساوية يتكالب فيها السياسيون على كرسي الحكم، كان ردة الفعل الأولية للمواطن هي أن يرفع كفيه شكراً لله ثم يقدّم الشكر لهذه الأسرة العريقة، فهي بتماسكها وحكمتها وحنكتها السياسية، تجهض كل تكهنات وأماني أعداء الوطن الذين ما فتئوا يطلقون الشائعات حسداً من عند أنفسهم، ويتم الله نوره على هذه البلاد وأهلها وإن كره الحاسدون، وبفضل تماسك هذه الأسرة وما لدى أفرادها من حنكة سياسية كنا مضرب المثل في نقل السلطة بهذه الطريقة الحضارية التي أشاعت الراحة والاطمئنان في نفوس كافة أفراد الشعب، وتؤكد أن هذا الوطن في أياد أمينة تغلب المصلحة العامة وأن هذه الأسرة تتمثّل منهجاً مختلفاً في الحكم كان نتاجه هذا الإعلان السريع بتسمية الملك وولي عهده وولي ولي العهد لتسير أمور الوطن بشكلها الطبيعي، لذلك فإن هذه الأسرة الحاكمة ذات التجربة الطويلة في الحكم هي أحد أسس استقرار الوطن وثبات سياسته الداخلية والخارجية. ولقد ألقمت هذه الأسرة الكثير من الأحجار في أفواه مدّعي الفهم بالشأن الداخلي السعودي والذين راحوا يضربون الودع في شعوذة سياسية لم تجلب لهم سوى الخزي! وإذا بهم يضربون أخماساً بأسداس لخيبة آمالهم وأمانيهم وتوقعاتهم. ليس هناك سر فيما حصل، بل هو منهج في أصول الحكم أرسى قواعده المؤسس فتمثّله أبناؤه من بعده، وكان للملك الصالح الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله- أن عزَّز ذلك النهج القويم في إنشاء هيئة البيعة والتي مثلت رؤيته - رحمه الله- المستقبلية لتعزيز منهج المؤسس في تداول السلطة، وكان من نتاجه الواضح والجلي هذا التشكيل القيادي الجديد الذي تشكل سريعاً، مما كان له أكبر الأثر على الاستقرار والطمأنينة التي يعيشها الوطن.
ولهذا فإن أسرة بهذا الوعي السياسي وبهذا الحب للشعب كان لا بد للشعب أن يبادلها الحب ويبايع القيادة الجديدة والتي ليست غريبة على ساحتنا، فهم قادة عركوا الفعل السياسي وعرفوه، نسأل الله لهم العون والسداد، اللهم احفظ وطننا، واحفظ خادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز واجعل هذا البلد آمناً مستقراً وأنعم بفضلك ومشيئتك الأمن والسلام على الإنسان حيثما كان.