أولئك هم المرجفون، يخمدون طوراً ثم تثيرهم مُسْتجدات الأحداث حيث لا يهنأ لهم بال الاّ باختلاق الأكاذيب المغرضة التي تُعكّر صَفْو حياة المواطن البسيط المسالم المتنعم بالأمن والطمأنينة، وبفيض من الرخاء في بلد الأمن والإنسانية، فتجلب له الصداع جراء تقليب الأقوال وترديد البذاءات ضد ولاة الأمر وقادة الأمة، هكذا هم أعداء أنفسهم وأهليهم وأمتهم يتعلقون بالقش من سفسطات الأباطيل وهرطقات الأفّاقين، لإحداث حالة من الفوضى والتفكك في الوسط الاجتماعي مستغلين سماحة البسطاء وسذاجة العامة من أواسط الناس وأطرافهم الغافلين عن هذه البدع والحيل الشيطانية التي تحيكها جماعات تتقصد الإيذاء وخلخلة تماسك المجتمع السعودي، وإشاعة الفوضى ما أمكنها الظرف الطارئ منتهكين بذلك كل القيم الاجتماعية والإنسانية والإسلامية في سبيل خدمة أغراض أعداء الأمة المتربصين بها من كل جانب وفي كل مجال وحال، لا يفترون عن ابتداع أصناف الإفك والبهتان التي تبثها عناصرهم التي تنشط مع كل حدث لتنشرها في كل قناة ووسيلة ممكنة، مُغلّفة بزينة زائفة من خادع القول ومُنَمّق العبارات التي تداعب مشاعر العقول الغافلة عن مكائدهم أو الفارغة من أي معيار معرفي يهديها الى كشف ألاعيبهم وحماقاتهم المُضللة، وتحمل وسائل التواصل الاجتماعي دسائس مزخرفة من هذه الأعمال المخطط لها سلفاً، وهذا متوقع ولا يستغرب؛ إنما الغريب هو أن بعض من يفترض بهم الوعي والإدراك يأخذون بترديد مثل هذه الترّهات وإعادة نشرها وإرسالها للغير دون وعي بمضامينها وما دُسّ في ثناياها وطيّاتها من سموم وأكاذيب، فتنتشر بين من لا يُحْسن التفريق بين الحق والباطل من صغار السن ونحوهم، فربما صدّقوا ما ترمي إليه وترسخ في أذهانهم محتوياتها الكاذبة الخاطئة، فيبرز منهم المتحمس المندفع لتصحيح ما اقتنع به بالخطأ إنه قصور أو خلل من بعض المسؤولين نتيجة لتلك الرسائل التي أوهمته أنه المواطن الصالح الذي سيقود الأمة للتصحيح ونبذ كل تجاوز، فيقع في مصيدة أولئك المرجفين المزيفين للحقائق، فيُشغل أهله وحكومته والأجهزة الأمنية بأمور ما كان لها أن تكون لولا سيره في مزالق ومتاهات تلك الفئات الضالة المضللة التي لا تريد للأمة خيراً أو تقدماً، يحدوها لذلك قناعات مسبقة اُمليت عليها من جماعات أكبر وأشمل (من الداخل والخارج) هدفها خدمة العدو الأكبر الذي ينظر لهؤلاء الشباب بعين الاحتقار لسذاجتهم وخيانتهم لأمتهم،ويكفي أي مِنّا بُرْهة للتأمل بواقع الحال للوصول لقناعات لا تحتاج للكثير من البراهين على أن مملكتنا ـ ولله الحمد ـ بألف خير، وأن قادتنا ـ حفظهم الله ـ على قدر من الحكمة والمسؤولية، ويملكون نصيباً وافراً من التجارب والخبرات المؤهلة لإدارة شؤون البلاد بمهارة لا تقل عن أقرانهم ممن يفدون إليهم (كما نشاهد) مُعَبّرين لهم عن التقدير وعمق العلاقات والروابط، الكل عبر عن دور القائد الفقيد في نهضة الأمة، والكل يؤكد حكمة وحنكة خلفه (سلمان) ومَلَكَاته الواسعة المتعددة في ميادين السياسة الدولية بتشعباتها، وخبراته في الإدارة المحلية، فلنثق بولاة أمرنا ونعينهم على الخير.