لم يعد الهلال.. هلالاً.. ولم يعد يحتفظ بشيء من ماضيه.. سوى زرقة اللون وبعض الذكريات واجترار الماضي وبـ(الأمس كنا) وهو لم يعتده الهلاليون الذين كانوا يرددون دوماً (اليوم نحن)...ولكن!!
كان الهلال يحقق البطولة.. وكان جمهوره يفرح بها سويعات ثم يبدأ المطالبة ببطولة أخرى.. كان النهم الهلالي للانتصارات لا يتوقف، كان وكان وكان.. واليوم بات الهلال في خبر كان!!
في الهلال.. أصبحت الصورة قاتمة، أحد لا يتوقع ماذا يحدث في الغد، وأحد لا يمكنه أن يجزم بأن الفريق صاحب الشنة والرنة والصيت والصدى سوف يتجاوز المحطة القادمة أياً كان الخصم!!
في الهلال... لم يعد المشجع يتابع المشهد من أجل أن يستمتع بحبه وهو ينثر الإبداع على المعشب الأخضر، لقد فقد الفريق بريقه، وأصبح يقدم كرة مملة باهتة ويفوز من أصعب الطرق، أو يتعثر دون أن يكون في ذلك مفاجأة لمحبيه، الذين تعبوا وهم يشاركونه الحمى والتعب والسهر والبحث عن حل لما يحدث في الفريق الذي كان ملء السمع والبصر قبل أن يترجل ويبدو كفارس منهك تكسرت نصاله ولم تعد قادرة على فعل شيء في مشهد المنافسة!!
في الهلال... تعالت الأصوات للمرة الأولى في تاريخه العريض مطالبة بمقاطعة المدرج، وتحول الوسم من (#سبعون_الفا_في_الدرة) إلى (#عدم_الحضور) وهي سابقة في التاريخ الأزرق الذي يعرف الجميع أنه سكان مدرجه هم أهم صانعي إنجازاته ووضعه في المقدمة طوال العقود الماضية التي كان الهلال فيها في قمة لا ينازعه عليها أحد!!
الهلال يحتاج الكثير حتى يعود، من العبث القول: إن تغيير مدرب أو التعاقد مع لاعب كفيل بإعادة وهج الفريق، يحتاج الهلال لإعادة صياغته على كافة الأصعدة، يحتاج لإدارة تستطيع خلق أسلوب عمل جديد، فالواضح أن الإدارة الحالية استنفدت كل الحلول، واستنزفت كل الجهود، وما من سبيل مثل دفع الراية إلى إدارة جديدة لعل وعسى!!
غير الهلال المدربين.. وللأسف لم يأت بالمدرب الذي يصنع الفارق، كل مدرب يعمل لفترة مؤقتة، دون وضع خطوط عريضة لإعداد الفريق للسنوات القادمة، قلت منذ سنوات في هذه الزاوية وقال غيري، إن الهلال يجب أن يضع خططاً قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى.... ولكن مدربيه وإدارته لم يعملوا كذلك، فخسر الفريق تباعاً، وتوالت عليه الظروف الداخلية والخارجية، فخرج من الموسم الماضي بلا ذهب، وها هو يوشك رقمياً على فقدان فرصة المنافسة على لقب الدوري الغائب منذ أربعة مواسم، حتى المركز الذي يكفل له المشاركة في دوري آسيا لم يعد مضموناً... مع ذلك هناك من يرى غير ذلك، ويؤكد أن الهلال ماض في السبيل القويم!!.
ريجي كامب ليس أفضل من سابقيه، منذ الموسم الأول للهلال لم توفق الإدارة في التعاقد مع مدرب متمكن، ربما يكون كالديرون الأفضل نوعاً ما، وربما صنع زلاتكو شيئاً لو أخذ فرصته بالكامل، ولكن ماذا أضاف دول وهاسيك وكمبواريه وسامي وريجي... للأسف لا شيء يوازي تاريخ الهلال، اجتهد كل منهم على طريقته.. لكن ها هي النتائج تتوالى، وها هو الهلال يدخل في وضع صعب، كان من الممكن تفاديه، لو كان هناك تخطيط جيد، ولو كان هناك إدارة تعرف كيف تختار المدرب المناسب للمرحلة دون مجاملة.
الهلال الذي كان يوشك أن يدلف عالم النسيان ما لم تمتد له يد تعرف كيف تنتشله من جديد!!