لئن فجعنا برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله- رحمه الله-، وخيّم الحزن على وطننا؛ إلا إننا بحمد الله نعيش استقراراً بعيداً عن القلق حول وضع بلادنا السياسي والاقتصادي بما يشير إلى أننا في أيدٍ أمينة تقود بلادنا نحو الرخاء والنماء.
تطرق المنشود خلال شهر يناير لعدة موضوعات كان أبرزها مقال (نريدها صناعية يا وزير التجارة والصناعة) وقد تفاعل معها القراء وتم تداولها في قنوات التواصل الاجتماعي، واخترت منها بعض المشاركات المثرية، كرأي القارئ الكريم خالد القحطاني الذي يقترح على وزير التجارة والصناعة إضافة «المقاولات» لقطاع الصناعة باعتبارها -حسب رأيه- صناعة ولكنها مهملة وملحقة بالتجارة بدون تنظيم ولا تطوير برغم أنها تشغّل أكثر من مليون عامل أجنبي، فيما لا تتجاوز حصة المواطن من هذه الوظائف 2% بسبب الإهمال، ويتمنى خالد إيلاء هذا القطاع اهتمام الوزير من خلال وضع الخطط لإنشاء معاهد متخصصة لتخريج مقاولين مؤهلين يتم تمويلهم كأي صناعيين للبدء بنشاطهم على أسس علمية وتقنية حديثة ليشاركوا في نهضة البلد.
بينما يتمنى القارئ المتابع Khalid أن يجد ما تضمنه المقال الاهتمام الكافي من المسؤولين، ويذكر أن الصين التي تجاوز عدد سكانها المليار نسمة، تحول شعبها لقوة اقتصادية لا يستهان بها بعد أن أقامت حكومتهم آلاف المصانع المنتجة، ودربت الشباب على العمل بهذه المصانع واستطاعت توفير العيش لمواطنيها من ازدهار هذه المصانع وإنتاجها. وصدّرت منتوجاتها لدول العالم ومنها دول الخليج التي تستورد ـ فقط ـ الصناعات المغشوشة والمقلدة التي لا تدوم طويلاً وترمى في النفايات! وهذه المنتوجات الرديئة تصدر لبعض الدول العربية وليس للدول الغربية التي لا تسمح إلا باستيراد الصناعات الفاخرة والأجهزة المتطورة.
ويرى Khalid أننا بحاجة لمثل مصانع الصين وتدريب شبابنا بالعمل فيها؛ ليكونوا منتجين بما يغنينا عن الاستيراد، خصوصاً الصناعات الخفيفة التي بإمكاننا إنتاجها وتوفير مليارات الريالات تضاف إلى قوة اقتصادنا بدلاً من إهدارها في أجهزه كهربائية مقلدة ومواد رديئة تسبب كوارث وحرائق نحن في غنى عنها وباستطاعتنا صناعة أفضل منها كثيراً. والطريف هي حملات وزارة التجارة التي تصادر الأجهزة الضارة باقتصادنا وأموال مواطنينا ولم توجد البديل بتصنيعه داخلياً أو تمنع الرديء! وأصبح المواطن يحتار ماذا يشتري وسط هذا الزخم من المعروض الرديء متزامنا مع تحذيرات التجارة، ويتعجب كيف سمح للتجار باستيرادها ومن ثم رفضها؟! إضافة لما تسببه من خسائر في الأنفس والأموال.
لاشك أنها آراءٌ ومداخلاتٌ ثرية كتبها القراء بما يدل على فكر واعٍ وإحساس وطني عالٍ.