لاشك أن الدولة والمجتمع السعودي وهو يبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله يرنو إلى تعظيم مكتسبات التنمية الاقتصادية، ومكتسبات الأمن والاستقرار نظرا لتميز المرحلة القادمة بالعديد من التحديات الاقتصادية والتنموية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، أو الدولي، وتعزيز الأمن والاستقرار، وتماسك الجبهة الداخلية، حيث أن مبايعة الملك سلمان، تأتي بمثابة استحقاق وطني، يحقق الاطمئنان والاستقرار للجميع، ويعكس نظرة ثاقبة وواقعية وعقلانية ووطنية للقيادة الرشيدة وحرصها على مستقبل البلاد، ورفاهية المواطن.
كل الصحف والتحليلات تتوقف مليا عند الجانب الإداري وعنصر الحزم في شخصية الملك سلمان - حفظه الله - وهي مدرسة استفاد منها كل من كان قريبا منه فترة إدارته لإمارة الرياض ووزارة الدفاع، وفترة ولايته للعهد، وشخصية الملك سلمان ديناميكية وتفاعلية ولديها مجساتها الخاصة في الرصد والمتابعة والاستشراف، ولعل اقترابه من النخبة ومن العامة جعله يملك أدوات الحوار بالإقناع وبقوة القانون، ومن اقترب منه يستشعر بأنه يشكل دائما الشخصية المرجعية والثرية في قيادة الدولة، ولهذا ظل دائما من العناصر الرئيسة في صناعة القرار السياسي.
لقد حول الملك سلمان الرياض من مدينة صحراوية إلى عاصمة عالمية خلال خمس عقود من عمله في إمارة الرياض بحسن قدراته الإدارية العالية، والحزم في التنظيم والمتابعة، وتميزه بعلاقات إنسانية محلية وعالمية راقية، ويعتبر الملك سلمان رجل التواصل الإنساني من خلال رئاسته لمجالس إدارة الجمعيات الخيرية ودعم الفقراء والمساكين، ودعم المشاريع والبرامج الإدارية والثقافية والتنموية كهيئة تطوير الرياض، والعديد من المشاريع الأخرى، ويعتبر رجل دولة من خلال حضوره المنتديات والمؤتمرات العالمية.
هذه الفترة الطويلة في الإدارة والحكم المحلي، وعلاقتها بمختلف المؤسسات، ومختلف تشكيلات وشرائح المجتمع السعودي، وحبه للثقافة والإدارة جعلته متمكنا من إدراك طبيعة احتياجات المواطن والمجتمع، وله نظره إستراتيجية ثاقبة وبعيدة المدى، ولم يغفل الملك سلمان الاستشارة والمعلومة والمتابعة لأجل إجادة أي قرار وإنفاذه على الوجه الأكمل، ولهذا فان شخصيته الواضحة للمواطن السعودي، وعقلية الأبواب المفتوحة بانضباط، جعلته محط اهتمام السعوديين وغيرهم، ولهذا كانت البيعة لرجل معروفة خصاله وطبائعه من قبل.
يتجسد في شخصية الملك سلمان الذكاء وسرعة البديهة، وقوة الإيمان، وحبه للتطوير، وحسن القيادة، ويسعى إلى خدمة مواطنيه، وتلبية حاجاتهم، ويتقن فن التعامل مع المعادلات السياسية الصعبة، وكل ذلك وفق منهج يجمع بين الحزم واللين، وإتقان مهارات التعاون مع كافة شرائح المجتمع وفقاً لطبائعهم المختلفة، حيث إن أسلوبه القيادي وشخصيته الفذة، وثقافته الواسعة وهدوئه ودماثة خلقه الرفيع، وقدرته على التواصل، وحسن تعامله مع المواطن، وحب الوطن يجعله قادرا بعون الله تعالى للانتقال بالمملكة لمرحلة تنموية واقتصادية مستدامة.
الذي يمكن أن يُقرأ في أجندة الملك سلمان – حفظه الله - هو ما أصدره من أوامر ملكية كريمة دعمت وعززت معالم الإدارة التنفيذية في القطاع الحكومي، بدماء شابة وحديثة، وذات خبرة عالية والتي سوف تعمل في المواقع القيادية العليا في الدولة، ويكون لها تأثير إيجابي على الأداء الحكومي، وخدمة الوطن والمواطن، وكذلك دعمه للمؤسسات الخيرية والنوادي الأدبية والرياضية، وتخصيص 20 مليارريال للكهرباء والماء لدعم مشاريع الإسكان.
وأيضا منح راتب شهرين لموظفي الدولة مما أدخل السعادة والفرح والسرور في قلوب المواطنين ومتابعته العديد من الملفات والقضايا الداخلية الشائكة، كالفقر والتضخم وغلاء المعيشة، ودعم قيمة الريال للسيطرة على غلاء الأسعار، وتحسين مستويات دخل المواطن، وتوظيفه وتدريبه وحل مشكلة البطالة، ودعم مشاريع الإسكان والصحة والتعليم، والنقل والمياه والطاقة والزراعة والتجارة، والصناعة والاتصالات، والقضاء على الفساد.
نرفع رايات الشكر والاحترام والتقدير لقائدنا ورائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان– أيده الله على مكارمه الجمة التي شملت المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة والخيرية، وشملت أيضا العديد من التغيرات في القيادات العليا لصالح الوطن والمواطن، وكلنا أمل بمزيد من القرارات في ملفات المال والاقتصاد، والاستثمار، وزيادة أعضاء مجلس الشورى، ومجالس المناطق والبلديات ضمن خطط مرحلية واستراتيجيه وتنموية واضحة المعالم، وأنا متفائل جدا بمستقيل عظيم يليق بمكانة المملكة والعبور بها إلى مرسى الأمان والاستقرار في عهد الملك سلمان - حفظه الله - ودام عزك يا وطن.