سبق الحديث حول مضمون هذا العنوان وليس نصّه، وهو من الأمور التي تثير القلق لدى المواطن الذي يبحث عن الهدوء والراحة، ويريد أن يرى مجتمعه نقياً من شوائب وإزعاج هذه العمالة المتمادية في غيها وتجاوزاتها، اللاهثة خلف جمع المال من أي مصدر، تركوا أعمالهم التي استُقْدموا من أجلها وانطلقوا في كل اتجاه يبحثون عن أي عمل، فهم لا يجيدون أي مهنة ولا يملكون أي مهارة، وأُسمّي ذلك بكوميديا العمالة الرديئة لأنهم في الواقع (يطقطقون) علينا كما يقول الفتيان؛ أي يَتَسلّون بعقولنا، لأنهم وجدوا ثغرات لاستقدامهم باسم العمالة، أو وصلوا تهريباً على أيدي خونة من أبناء الوطن، أو من تَسمّوا بأنهم مواطنون بالتزوير والاحتيال، واشتروا أوراقاً مغشوشة (مضروبة) أتاحت لهم الحصول على مسوغات الإقامة والتنقل، هم فئة من رديء الطبقات في بلادهم لفظهم سوق العمل لأنّ أيديهم صفر من أي فن ومهنة، فتحولوا إلى غُثاء وعِبء على مجتمعهم، وانفتح باب لعصابات التهريب وبيع العمالة وتشغيلها، فاتّخَذَت منهم وجبة سائغة لتصديرهم وتشغيلهم، فكُنّا ممن اُبتلي بهم ولم نَجْنِ منهم إلا سيئاتهم وإخلالهم بأمن المجتمع، ولم يدركوا أن أجهزتنا الأمنية قادرة بحول الله على الإحاطة بهم وأن الصبر قد ينفد وأن منهج الرحمة بهم وغَضّ الطرف عنهم له حدود، غير أنهم لقصور في مفاهيمهم وتَدَنٍّ في تفكيرهم، يحسبون اللطف عجزاً والرحمة بهم خوفاً، وما علموا أنّ ليوث الأمن حين تنتفض ستذيقهم وبال أمرهم، وستلقنهم معنى الانضباط والنظام، واحترام قوانين ونُظُم البلد الكريم الذي احتواهم فلم ينظروا لجميله عليهم، حتى أنهم وصلوا للحدود وعملوا على تهريب المتسللين والمخدرات والأسلحة والقات وغيرها، فماذا بعد؟! فهل من قانون أو حكم شرعي يقضي بعقوبة مُغَلّظة بحق المهربين للمتسللين أسوة بالمخدرات فخطرهم شنيع بكل المستويات، ومن الحكمة الإحاطة بمثل هؤلاء المجرمين وسد كل الثغرات التي ينفذون منها، كمواقع استقبال المسروقات وجمعها وبيعها، وكذلك من يعمدون لتزوير وتقليد عبوات قطع غيار السيارات والعطور والهواتف الجوالة ونحوها، فهم شركاء أساسيون في عمليات الغش التجاري وتسهيل تصريف المسروقات، وبالتأكيد فإنّ الجهات الأمنية لا زالت تعالج أوضاعهم وإن كانت المعالجة هادئة مُتَعقّلة، إلا أنها تحتاج في نظري لمزيد من الجهد، فالمؤشرات والأرقام تؤيد ذلك؛ فمثلاً ضبطت الجهات الأمنية بمركز الشقيشمال جازان مركبة وإيقافها بالقوة الجبرية، حيث اتضح أنها تحمل 20 شخصاً من مخالفي نظام الإقامة معظمهم متنكر بزي نسائي، وقبضت فرق وزارة التجارة والصناعة والحملة الأمنية بإمارة الرياض مؤخراً على أوكار للغش، كما أغلقت مطبعة تُقلّد عبوات لقطع مزيفة لغيار السيارات، ومثال حي حيث نجحت شرطة القصيم خلال شهر صفر المنصرم في ضبط 4765 مخالفاً من جنسيات مختلفة.