بات من المؤكد، وبحسب توارد الأخبار، أن تنظيم «داعش» أصبح يقوم بتنفيذ عمليات إعدام في بعض عناصره الذين يعتزمون مغادرته للعودة إلى بلدانهم؛ إذ أعدم مؤخراً أربعين عنصراً سعودياً قرروا التخلي عنه، وتم قتلهم في معسكر العكيرشي! كما تم تصفية أكثر من مائة وعشرين عنصراً من دول مختلفة! ويأمر قادة وحدات «داعش» بقتل أي عنصر يشتبه بعدم ولائه، والتهمة الجاهزة هي (الردة)!
وما يجعل جنود داعش يقررون الانشقاق عن التنظيم والعودة لبلدانهم هو صدمتهم بما يشاهدونه من تجاوزات شرعية، مثل انتشار ثقافة اغتصاب المجندات في المعسكرات! لدرجة أن الفتاة الواحدة يتزوجها (مجازاً) عدد من الرجال في الليلة الواحدة! وهو ما لا يتوافق مع الفطرة السليمة فضلاً عن الشرع والقانون! ولا شك أن تلك التصرفات السيئة التي يشاهدها المنتمون لهذا التنظيم الإرهابي هو ما سيسقطه من عيون أتباعه؛ وبالتالي سقوطه سياسياً وعسكرياً، فكل منضم لهم عادة يمنّي نفسه بالجهاد والاستشهاد، ومن ثم دخول الفردوس الأعلى، وهو ما يشيعه قادة التنظيم! وقد انطلى على كثير من المأخوذين بهذا التنظيم القذر.
والحق إن داعش ذلك المسخ التنظيمي الذي تحاصره الشرور بدأ ينكشف لأتباعه عن وجه بشع، وظهور هذه الصورة الدميمة له أمضى من الوعظ والإرشاد والتوجيه وحتى التحذير الذي لم يثنِ المنضمين له بالعودة عن غيهم والرجوع لبلدانهم حينما كانت الفرصة مواتية لهم، أما الآن فأرجو أن يقضي داعش على جميع أتباعه، وأن تتم تصفيتهم بعد أن تلوثت عقولهم وتنجست أفكارهم وتدنست أيديهم بذبح الأبرياء من السكان المسالمين أو الصحفيين الوافدين لتغطية الحدث. وما يثير الاشمئزاز قيام داعش بتصوير الذبح بالسكين أو حرق الأحياء بالنار وبثها عبر وسائل الإعلام بقصد بث الرعب في قلوب معارضيه أو من يفكرون بالانشقاق عنه! فضلاً عن حجز الرهائن، وجعلهم مصدراً للابتزاز المادي أو المبادلة بهم بإرهابيين! وما اقترفته (يـد) داعش خرج عن جميع الحدود الإنسانية وتجاوزها للوحشية والهمجية المطلقة! وهو ما سيحكم قبضة التحالف الدولي ضده من الخارج، وما سينشر الكراهية له من الداخل، وكلاهما يؤذن بسقوطه المريع قريباً بإذن الله!