سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني - اللواء - محمد علي جعفري، بأن : « إيران مستمرة بما سمَّاه - الجهاد المسلح - في خارج البلاد «، في إشارة إلى الدعم العسكري، الذي تقدمه طهران لحلفائها في المنطقة؛ من أجل الحفاظ على أمنها القومي، سوى افتعال لحروب طائفية في المنطقة، بعد أن أصبحت الأراضي اليمنية، والعراقية، والسورية، واللبنانية، ساحة مفتوحة أمام الهيمنة الإيرانية؛ بحجة الدفاع عن الشيعة. مع أن واقع الحال، يشهد بأن هذه السياسة لا تثمر إلا ازدهار الحرب الطائفية في البيئات الاجتماعية التي تغلغلت فيها.
تسببت إيران بأزمات منطقة الشرق الأوسط، فهي من سعت إلى إشعال حرب طائفية بين السنة، والشيعة؛ لتتسع مداها الجغرافي باسم المذهب، والذي اتخذته ستارا؛ لتنفيذ أجندة قومية، وعملت على تذويب الإِنسان العربي ضمن تلك التقسيمات؛ بهدف قلب الأوضاع السياسية في تلك الدول المشار إليها، وجعلها في حالة انقسام دائم، واشتعال طائفي لا يتوقف.
فأصل المشكلة - إذن - يكمن في طموحات الإمبراطورية الإيرانية، والمغلفة بغطاء ديني بشع. كان الواجب على إيران، أن تنأى - بنفسها - عن توظيف ما لديها من قدرات، وإمكانات، وملفات؛ لِـضَـرْب دول، أو تحقيق مصالح خاصة سياسية، أو أيدلوجية، وألا تعمد إلى تقوية الحلف الطائفي الذي تقوده - سواء - في بغداد، أو في دمشق، أو في البحرين، أو في صنعاء، والتي انطلق منها الحوثيون؛ للتمدد في باقي مناطق اليمن - خلال الفترة الماضية - .
الأيَّام القادمة - حتما - ستكون ساخنة، وذات متغيرات كثيرة، ولاسيما وأن المنطقة عانت من نتائج الحروب العبثية، والتدميرية؛ بسبب حجم التواطؤ الدولي، والغربي منه بشكل خاص مع إيران، التي تمارس العبث في المنطقة، وتسعى إلى تبديد قوته، وتدمير مستقبل أجياله، على نحو يعيد إلى الأذهان، التحالفات التاريخية بينهما في أزمان سابقة؛ وللأهداف الخبيثة - نفسها - ؛ ولأن إيران تقوم على ركائز قومية، ومذهبية، وتسعى إلى الوصول لأهدافها، وتنفيذ مشروعها الفارسي؛ باستغلال الظروف التي تعيشها المنطقة، ومحاولة العَبَث بتأجيج نيران الملَف الطائفي، والمذهبي، - فهي إشارة واضحة - تدل على أن العامل الطائفي، سيبقى حاضرا بقوة في استراتيجية الامتداد الإيراني، ومن حصاد ذلك على سبيل المثال: الجرائم البشعة التي يقوم بها النظام الإيراني في تلك الدول المشار إليها في أعلى المقال، ومن يقف مسانداً لها من أذرعتها التخريبية، تمثل جريمة إِنسانية كبرى، سيسجلها التاريخ في صفحات الخزي، والعار، كما أنها تعتبر انتهاكاً صارخاً لكل القوانين، والأعراف الدولية.