د. محمد عبدالله الخازم
كتبت في المقال الماضي مقدمة عن أحد الأفكار المتعلقة بهيكلة وزارة التعليم وتحديداً حول إدارة برنامج الابتعاث، حيث أبديت قلقي من استمرار البرنامج ورأيت أن استمرار إدارته عن طريق وزارة التعليم -التعليم العالي- حملها أعباء خارج مهامها الطبيعية. كما أن فيه تعارضاً مع بعض مهام الوزارة ومفهوم التطوير الإداري لها.
كما وعدت لن أغوص في التفاصيل الإحصائية والفنية والتاريخية، أو في نقد مسيرة برنامج الابتعاث وإنما انطلق لاستشراف المستقبل، بتقديم اقتراح تأسيس مؤسسة أو هيئة مستقلة معنية بالإشراف على برامج البعثات المحلية والدولية. هذه المؤسسة ستسهم في استدامة برنامج المنح الدراسية والحراك الطلابي السعودي بكافة مستوياته- استخدم مصطلح الحراك الطلابي لأن البرنامج يفترض أن يشمل ما هو أكثر من مجرد ابتعاث الطلاب للحصول على درجات علمية. عن طريق توفير موارد ذاتية مساندة للموارد الحكومية للبرنامج وعن طريق تطوير الأنظمة وآليات العمل وفصل العمل التنفيذي عن العمل التشريعي والرقابي، كفصل برنامج المنح عن إدارة الكليات الأهلية. وفي نفس الوقت خدمة وزارة التعليم لتكون وزارة أكثر رشاقة وتركيزاً في مهامها الإدارية الإشرافية والتنسيقية المتعلقة بمؤسسات التعليم العالي والتنفيذية المتعلقة بالتعليم العام. مع عدم الإخلال بالعلاقة بين علاقة وزارة التعليم وبرنامج الابتعاث والتي ستبقى عبر مستويات أعلى متمثلة في مجلس أمناء المؤسسة المقترحة.
المؤسسة أو الهيئة المقترحة ستكون ذات شخصية اعتبارية مستقلة تنفيذياً ومالياً وإدارياً، وذلك وفق نظام الهيئات والمؤسسات المختلفة. يرأسها مدير تنفيذي - قد يكون بالمرتبة الممتازة - ويكون لها مجلس أمناء يرأسه معالي وزير التعليم ويشارك فيه الجهات ذات العلاقة، مثال عدد من مديري الجامعات وممثلين لوزارات الخدمة المندينة والعمل والمالية وغيرها. الغاية من مؤسسة البعثات هي المساهمة في الاقتصاد المعرفي المتعلق بإعداد الكوادر البشرية وذلك عن طريق الإشراف على برامج البعثات التعليمية الخارجية والمحلية، والإشراف على الملحقيات التعليمية في دول الابتعاث، وتولي معادلة الشهادات الممنوحة من المؤسسات التعليمية الخارجية. وكذلك المساهمة في تطوير التعاون المعرفي مع دول العالم المختلفة. تحديداً اقترح المهام التالية لمؤسسة البعثات الجديدة:
1. تطوير نظام الابتعاث المحلي والخارجي ونظام معادلة الشهادات وما يتعلق بمهام المؤسسة.
2. الإشراف على برامج البعثات التعليمية الخارجية.
3. الإشراف على برامج البعثات/ المنح التعليمية الداخلية.
4. الإشراف على برامج المنح الدراسية لغير السعوديين بالجامعات المحلية.
5. الإشراف على برامج التبادل الطلابية بين المؤسسات السعودية ونظيراتها الخارجية.
6. تطوير الموارد الذاتية لبرامج الابتعاث المحلية والخارجية.
7. المساهمة في برامج التبادل المعرفي مع المؤسسات التعليمية والثقافية الخارجية ذات العلاقة.
8. الإشراف على معادلة الشهادات الممنوحة من خارج المملكة.
9. الإشراف على مدرسة تحضير البعثات (سأكتب عن فكرتها لاحقاً بشكل أكثر تفصيلاً).
10. أي مهام أخرى يقترحها مجلس الأمناء وتعتمدها الجهات المعنية.
أحد مهام المؤسسة هو تطوير موارد الابتعاث والتي ستتكون من الآتي:
1. الاعتمادات التي تخصص لها من الدولة.
2. الهبات والإعانات والمنح والوصايا والتبرعات التي يقبلها مجلس الأمناء.
3. الموارد الذاتية، كموارد الأوقاف وصندوق المبتعثين ورسوم الخدمات التي تقدمها، وغيره ما يقره مجلس أمناء المؤسسة.
المؤسسة المقترحة لن تنشأ من فراغ، حيث ترتكز فكرتها على نقل كل ما له علاقة ببرامج الابتعاث الخارجي والمنح الداخلية ومعادلة الشهادات من وزارة التعليم - التعليم العالي سابقاً- ليكون تحت مظلتها. وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة يمكن لوزارة التعليم وضع الإطار الزمني اللازم لذلك، وفق خطة عملية واضحة...