حمد بن عبدالله القاضي
* * هذا العالم الإلكتروني مغارة كبرى.. عندما تلج إليها تضيع بين دروبها وكل درب يلج بك إلى درب آخر وهكذا.. إنه عالم الإنترنت بعوالمه وتطبيقاته ومواقعه وقبائله.
كتبت ذات مرة تغريدة قلت فيها: «يا حليلنا من أوّل نصحو الصباح فنجد مكالمة أو مكالمتين ورسالة نصية أو رسالتين ثم تجعل جوالك يخلد للراحة». كان أصدق وألطف تغريدة وصلتني على تغريدتي.:»الله لا يشغلنا إلا بطاعته».
في بداية استخدام الجوالات العادية التي كانت فتحاً.. كان الواحد منّا وقتها مرتاحاً ومريحاً غيره.
الآن تستيقظ صباحاً «وما تدري وش تبدّي من ظباء الإنترنت» ولوكان «خراش» موجوداً لشكا كما شكونا: رسائل نصية.. تغريدات تويتر.. إلى أفراد قبيلة الواتس إلى إرساليات الإيميل إلى الاستقرام إلى الفيس بوك و»عد وأغلط».
* أحاول شخصياً أن أتعامل مع قلة من التطبيقات والبرامج والمواقع مما في هذا الفضاء الإلكتروني لذا بدأت توفيراً للوقت والجهد أنتقي أشياء محددة أدخلها أو أشترك بها واطلع من خلالها على ما يهمني مما يطرح في البرامج والتطبيقات والحسابات.
آخر ما استفدت منه جوال «هاشتاق السعودية» الذي وجدته موضوعياً وذا مصداقية ويجتهد القائمون عليه باطلاعك على أبرز الهاشتاقات والتغريدات بفضاء تويتر مما يتعلق بشأن الوطن وقضايا الناس مجتهدين بالرصد والمتابعة رغم أن عالم تويتر بحر لجي لا يستطيع أي شخص أو مؤسسة أن يحيط به وقد استفدت من «هاشتاق السعودية» سواء بإلمامي بما يدور بين المغردين أو بما أفيد منه من معلومات في إسهامي الكتابي أو التلفزيوني أو «التويتري».
وبعد: لم تعد الأرض مزدحمة وحدها بل أضحي الفضاء أكثر ازدحاماً!!
=2=
مهرجان الغضا.. وهل أبيتن ليلة!
* * كلما شاهدت الغضا.. أو «تدفيت» على وهج جمره «تذكرت الشاعر مالك ابن الريب وقصيدته الرائعة الشهيرة «ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا»
لقد طاف معي هذا الشاعر في الإجازة القصيرة الماضية عندما زرت مهرجان الغضا بعنيزة بكل ما فيه من مناشط متنوعة تمثل الأصالة والماضي في شطر منها والمدنية والحضارة في شطر آخر.
أبهجني عندما رأيت أعداداً كبيرة من منطقة القصيم ومن مختلف مناطق المملكة والخليج وهي تزور المهرجان نساءً ورجالاً وأطفالاً.. وسرني أنه لنجاح المهرجان خلال الإجازة قررت الشركة المشغلة فتحه نهاية كل أسبوع خلال موسم الشتاء.
لقد كان كل منشط فيه مغرٍ بالمشاهدة والتوقف.. وظللت أتجول قرابة 3 ساعات مع «دينمو» المهرجان أ. عبدالله الشمسان صاحب الشركة المشغلة وعدد من فريق العمل المتميز معه.
كانت «ليلة غضا» جميلة.. بين مناشط الغضا: ما بين ما يمثل التراث من مزرعة قديمة وأدوات الطب القديمة وملابس نساء وغرفة العروس «الجدة» وألعاب أطفال قديمة وما بين محلات النساء والأسرة المنتجة إلى الأقسام المعاصرة لكل الأطياف وسط الخيام وبيوت الطين.
غادرت ليلتها المهرجان وأنا أردد:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
* أقترح أخيراً على منظمي المهرجان أن تقام مسرحية تصاحبها ندوة عن هذا الشاعر مالك ابن الريب الذي خلد «الغضا» بواحدة من عيون الشعر العربي وقد اختارها الراحل غازي القصيبي قصيدة من أجمل قصائد الشعر العربي والمخرج المبدع «السعيد» قادر أن ينتج مسرحية ناجحة.
* ومثل هذه الفعالية ستكون منشطاً وفائياً جميلاً يعرّف الزوار والجيل الجديد بهذا الشاعر الفذ وقصيدته الخالدة وعلاقته السيامية بالغضا فضلاً عن ذلك فهذا الشاعر له فضل على مهرجان الغضا فكلما ذكر الشاعر ابن الريب ذكر الناس الغضا «الشجر والمهرجان معاً» وهذا الشاعر كما يرى عدد كبير من مؤرخي الأدب أنه من القصيم ومن محافظة عنيزة تحديداً وقصيدته والأماكن التي وردت فيها ترجح ذلك.
وكل مهرجان غضا والجميع بدفء محبة كدفء جمر الغضا.
=3 =
آخر الجداول
* * لشاعر الغضا مالك ابن الريب من قصيدته الشهيرة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا
مزار ولكنّ الغضا ليس دانيا