محمد المنيف
المساحة التي اتاحتها سبل التواصل الاجتماعي من فرص في حرية التعبير وجدت فيها بعض الاقلام التشكيلية فرصة للولوغ في الانية النظيفة، كاشفة بعلمهم او دون علم، كثيراً من امراضهم النفسية بمقالات ومدونات، او ردود وتعليقات.. لا تخلو من الفائدة، الا انهم اضاعوا نشوتها بما اضفوا عليها من الروائح النتنة، اذ لم يستطع اصحاب تلك الاقلام كبح جماح ما يشعرون به من ضغينة او حقد على الاخرين فبرزت تلك المشاعر بين السطور اما مغلفة او معلنة.
واكرر القول ان بعض اصحاب تلك الاقلام من المنتسبين للفن التشكيلي، يمتلكون قدرات عالية من الثقافة والوعي بتخصصهم التشكيلي، ولديهم الملكة الادبية في كيفية طرح مواضيعهم، الا ان المشكلة تكمن في ما يضيفونه من عبارات تجاوزت حدود قواميس مثيلاتها المؤذية للعين والصادمة للعقل، اقل ما توصف بالسوقية مع ان لهم تجربة طويلة في الكتابة و(كانت) علاقاتهم قبل اطلاق سنان اقلامهم مع مختلف الاجيال كبيرة وجميلة وقوية، الى ان وصل بهم الامر الى ما وصلت به اقلامهم من الاتهامات وتشويه أي منجز يقوم به افراد او جماعات.
هؤلاء لا استبعد ان يهجون انفسهم كما هجا المتنبي نفسه، فعيوبهم اكثر مما يرونه في الاخرين من عيوب، ففي حياتهم العملية من الاخطاء ما يفوق ما ينتقدونه من اخطاء غيرهم، رغم تكرارهم تذكير الاخرين بمنجزاتهم القليلة التي تجاوزتها منجزات غيرهم دون ضجيج او حديث عن الذات، ومن المؤسف ان يختم هؤلاء التشكيليين الموهوبين في الكتابة والمدمنين عليها سنين عمرهم بمثل هذه المهاترات التي لا يعيرها الجيل الجديد اهمية بقدر ما قد يعتبره الجيل من الشباب افرازات الاجيال السابقة، تكشف الاحتقانات في العلاقات بين التشكيليين القياديين لهذا الفن.
اعود لاطرح السؤال (هل يستطيع هؤلاء جمع وطباعة ما كتبوه.. وكيف يرون ويقيمون ما كتبوه عند استعادتهم قراءة ما سطرته اقلامهم، وهل يرون ان مثل هذه الكتابات والعبارات تتناسب مع اعمارهم التي تجاوزت الستين والسبعين وهل هي حقا عصارة تجربتهم الفنية والادبية..؟؟.
أخيرا أذكرهم وأذكر نفسي بقول الشاعر:
وما من كاتب الا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة ان تراه