محمد الشهري
لن يجد المتابع العادي أدنى مشقة في استجلاء حقيقة انحصار مهمة الذود والمنافحة عن اتحاد (عيد) في فئتين من الإعلام لا ثالث لهما، هما إعلام الأهلي، وإعلام النصر، فقط.. وأستثني من ذلك بعض الأقلام الأهلاوية محدودة العدد؟!.
** كذلك فإنَّ المتابع لن يجد أي مشقة في فهم مغزى وأسباب استماتة إعلام الأهلي في المنافحة عن (ابن النادي) الذي أضحى يتبوأ المنصب الأعلى في اتحاد الكرة، ولن أغوص في أعماق باقي الاعتبارات؟!.
** بينما يستميت الإعلام النصراوي - بقضّه وقضيضه - في مهمته الدفاعية من منطلق: أن فضل تنصيب (أبو رضا) على رأس الهرم، إنما هو صنيعة نصراوية وبالتالي فإنَّ من حق النصر - من وجهة نظر مبطّنة - أن يستثمر هذا الصنيع لأطول مدة ممكنة، ولأبعد مدى، ولن أغوص كذلك في أوجه ذلك الاستثمار، وبذلك يتضح أن لكل منهما حساباته الخاصة؟!.
** كل هذه الاعتبارات مأخوذة في الحسبان لدى المتابع، ولا شك.
** غير أن الذي يعنينا من هذا كله إنما يتمحور في صُلب السؤال الذي يقول: هل يجب علينا أن نصفق ونسلّم بالأمر الواقع المليء بـ(الخيبات) على طريقة عادل إمام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة ) حين ظل يردد: تعيش الحكومة، الرغيف كبير، والمواصلات فاضية، وكل شويّة تقولوا لنا: فكّوا الحزام، فكّوا الحزام، لمجرد أن الأهلاويين والنصراويين في غاية (الانشكاح) والغبطة نتيجة نجاح مشروعهما الانتخابي، هكذا بكل بساطة دون النظر إلى جوانب الإخفاقات المتواترة في إقناع الوسط الرياضي برمّته بأن ثمة ما يستحق الذكر من النجاح في أداء المهمة التي من المفترض أنه تم الانتخاب من أجلها ولو في حدودها الدنيا؟!!.
** يقول الرئيس: أنا ابن اتحاد اللعبة، وقد تدرجت فيه على مدى عقود إلى أن أصبحت رئيسا، ما يعني أنها لا تعوزه الخبرة ولا الدراية، إذن أين الثمرة؟!!.
** والذين ينافحون عنه - للأسباب الخاصة - التي ذكرتها أعلاه، تارة يقولون: لماذا تستكثرون عليه الفشل وأنتم تعلمون بفشل من سبقوه، يعني تبرير الخيبة بالخيبة.. وتارة يقولون: لا بد من أن يأخذ فرصته كاملة، وهو ما يعني الانتظار إلى أن (تخرب مالطا)، وأخرى يقولون: ان نجاحاته تتجلّى في نجاح اللجان وفي هذا قفز على المنطق والواقع، فاللجان التي نجحت في أداء مهماتها إنما نجحت بجهود وقدرات القائمين عليها وليس ببركات الرئيس، بدليل فشل بعض اللجان المقرّبة جداً منه، ويأتيك أحد الذين نذروا أقلامهم للمنافحة عنه بشكل شبه يومي فيقول: إن المنتخب لا يُعد مقياساً للحكم على نجاح أو فشل الإدارة، لكنه وعلى طريقة (سمك لبن تمر هندي) يعود ويقول في ذات السياق:المنتخب هو الواجهة الأبرز لرياضة البلد (هيّا رقّعيا مرقّع)!!.
** على أن الانتخابات التي أتت بهؤلاء - الذين نحترمهم ونقدرهم لأشخاصهم - هي (المتكأ) الذي ما انفكوا يركنون ويراهنون عليه في حماية مكتسبهم الخاص ذاك، وكأن الانتخابات (قرآنا منزلا) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رغم يقين الكل، بمن فيهم هؤلاء، وبالأدلّة والبراهين، بأن جبل الانتخابات قد تمخض حين تمخض، عن (نكبة).. إلاّ إذا كانت الكرة السعودية بصفة عامة قد تمت (كبسلتها) في الأهلي والنصر، وعلى مدى تقبل وارتياح أنصار الناديين للوضع، فذاك شأن آخر؟!!.
** الوضع المتردي للكرة السعودية ليس بحاجة إلى عقد مؤتمرات (ذر الرماد في العيون) على غرار مؤتمر الأسبوع الماضي، وليس بحاجة إلى تلميع الذوات سواء من منطلق (هذا ابن النادي) ولا بد من الوقوف إلى جانبه على عماها، أو من منطلق (نحن الذين نصّبناه) ولا بد من جني ثمرة ذلك، كذلك ليس بحاجة إلى طوابير الأبواق من المنافحين والمنتفعين؟!.
** هو بأمسّ الحاجة إلى عمل ملموس تتعهده وتقوم عليه كفاءات تتمتع بقدر عال من التأهيل والقدرات والإمكانيات التي تمكنهم من تقديم أنفسهم للمجتمع الرياضي من خلال النتائج الإيجابية الظاهرة للعيان.. أي كفاءات بمقدورها أن تضع حداً لسلسلة النكبات والخيبات المتعاقبة، بعيداً عن النظرة القاصرة، والمصالح الضيقة الخاصة، وإلاّ فإنه سيطول أمد المعاناة.
مشهد وشاهد؟!
** البرنامج التلفازي المباشر الذي يستقطب قامة إعلامية محترمة جنباً إلى جنب مع أخرى مكانها الطبيعي المدرج والمقهى الشعبي، كما شاهدنا في حلقة يوم الخميس من برنامج (عالم الصحافة) هو كمن يأتِ بطبق (كافيار) ويضع بجانبه طبق (فسيخ)!!.
** ذلك أن الزميل (عثمان مالي) ظل - كالعادة - يتحدث بلغة وحس الإعلامي الراقي المتمكن والمدرك لمعاني وأبعاد مهمته كممثل للإعلام.. فيما ظهر نظيره الآخر في الاستوديو بشخصية (حامل الطبل) بشحمه ولحمه ورداءة فكره ومنطقه، وحتى عقليته (المدرجاتية)، لذلك لم يستطع الخروج من جلباب (المشجع الأرعن).. بالمناسبة: لقد وقعت عيني - مصادفة - على بعض تغريدات صاحبنا التويترية، وكم كانت دهشتي عندما وجدته لا يمتلك القدرة على التفريق بين حرف (الهاء، والتاء المربوطة، والأخرى المفتوحة)، وحينها لم أتمالك نفسي من الضحك على طريقة (شر البلية ما يضحك)، وعلى الفور تذكرت مقولة: إعلامنا القوي (أوي)؟!!.
إياك أعني!
** سُئل أحد رجال بني أمية عن سبب زوال مُلكهم فقال: أبعدنا الصديق ثقة بصداقته، وقرّبنا العدو اتقاء عداوته. فلم يتحول العدو صديقاً، وتحول الصديق عدواً.