** (سبحان الله).. من فريق مهاب الجانب، صعب المراس، إلى فريق ليّن الجانب، سهل الافتراس.. لا يسجل الأهداف إلاّ بصعوبة بالغة، وإن سجل فلا يستطيع المحافظة على النتيجة الضعيفة إلاّ فيما ندر، حتى أمام الفرق ذات الطموحات والإمكانيات المحدودة جداً!!.
** ويبدو لي (والله أعلم) أن هناك توافقاً فطرياً في الرؤى والقناعات بين الإدارة، والمدرب، واللاعبين على طريقة (وافق شنّ طبقة)، يتضح ذلك من خلال النهج المشترك في تعاطي الأضلاع الثلاثة مع الأحداث، ومع المتغيرات، ومع التحركات والتطبيقات، سواء على صعيد العمل بشكل عام، أو على الصعيد الميداني بشكل خاص؟!!.
** هنا لا نتحدث عن الفوز والخسارة باعتبارهما نتاج عمل، بقدر ما نتحدث عن المشهد العام برمّته، وعن الفكر الذي يقف خلف ما يجري لكبير آسيا؟!!.
** فلا يبدو أن هناك من يمتلك القدرة والدراية، أو بمعنى أصحّ (الجرأة) لمناقشة (ريجي) حول بعض القناعات والاختراعات، فضلاً عن مناقشته حول فلسفاته التكتيكية التي أضحت محفوظة لدى المنافسين عن ظهر قلب، بدليل أن المنافسين أصبحوا يحدّدون الأوقات التي يتحركون فيها من زمن المباراة لانتزاع ما يريدون انتزاعه، يتركون لفريق (ريجي) المساحات الشاسعة من الملعب لممارسة هوايته في الركض والاستعراض، يعني (حركة بلا بركة) وحينما تأزف اللحظة المدروسة والمعلومة للانقضاض، انقضّوا لانتزاع غنيمتهم بكل أريحية؟!!.
** كذلك لا يبدو أن ثمة من يناقش اللاعبين حول (العيوب) الواضحة التي تكتنف أداء غالبيتهم، بدليل الاستمرار، بل الإصرار على ممارستها، بين من يؤدي ببرود عجيب، ومن يؤدي بتعال غريب، ومن يؤدي لنفسه، ومن يؤدي باستهتار؟!!.
** وأنا أشاهد مباراة الفيصلي يوم الأربعاء الماضي وما آلت إليه، تساءلت بيني وبين نفسي: ماذا لو أن طموح الفريق الفيصلاوي تتجاوز الحصول على نقطة وبالتالي العمل على تحقيق ذلك الطموح من خلال مهاجمة الفريق الضيف على غرار ما حدث في الهجمتين اللتين نتج عنهما انتزاع ذلك التعادل بكل يسر وسهولة، وأعتقد، بل أجزم، لو أن الفيصلي أضاف هجمة ثالثة فقط إلى الهجمتين لخرج بنتيجة المباراة كاملة، ولعاد كبير الكبار من المجمعة بخفي حنين.. الأغرب من ذلك كله هو التفنن في إهدار فريق (ريجي) للكثير من الفرص السانحة والمحقّقة سواء في تلك المباراة، أوفي سواها من المباريات؟!!.
** الخلاصة: بناءً على الأوضاع الراهنة، وعلى ما نشاهده ونلمسه عن كثب، يمكن القول بأن الدوري قد انتهى أمره بالنسبة للهلال، وبالتالي فإن عليه ترتيب أموره وأوضاعه لما عداه من استحقاقات، هذا إن كانت بقيت لدى مسيريه بقيّة من طموح، ولو من باب الحفاظ على شيء من الإرث الإمبراطوري العريض الذي يتآكل مع الأسف؟!!.
** (الله المستعان).
نعم: نريد أن نعرف ؟!
** على طريقة (من أمرك، قال: من نهاني) ارتفع سقف (الفلتان) إلى المستوى الذي أضحى يشكل لنا (معضلة) كبرى تستدعي، بل تستوجب، الاستنفار الجاد للحد من تناميه واتساع رقعته أكثر وأكثر، قبل العمل على تلمس مكامن (أوجاع) كرتنا المزمنة، والبحث عن سبل إخراجها من أزمتها، إذ يستحيل العمل والنجاح فيه وسط هذا الخضم المتلاطم من القضايا المفتعلة، وأشدد على (مفتعلة)؟!.
** فعلى سبيل المثال لا الحصر، ومصداقاً لما قلته في مستهل الموضوع عن ارتفاع سقف الفلتان.
** كلنا يعلم يقيناً، كيف، ومتى، ولماذا، ومن أين انطلقت (سالفة) التدخل في شؤون المنتخب تحت بند (نسمع)، وأن هناك من يُقدم، ويؤخر، ويُشرّق، ويُغرّب بهذا الكائن المسكين المغلوب على أمره من خارج الدائرة المسؤولة عنه حتى في وجود الأمراء (فيصل بن فهد، وسلطان بن فهد، ونواف بن فيصل) على قمّة هرم المسؤولية، أي أن السالفة قديمة، ومصدرها محدد ومعروف، وأسبابها جليّة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. ولكنها تُركت بلا تمحيص، وبلا مساءلة (كالنار تحت الرماد) مثلها مثل الكثير من القضايا المفتعلة التي جنينا وما نزال نجني مرارة تداعياتها وتبعاتها حتى اليوم، وسنظل كذلك إلى ما شاء الله؟!.
** لقد تعودنا منذ القِدم على افتعال (الزوابع) في سبيل صرف الأنظار عن فشيلة ما، والانشغال عنها باللت والعجن في جوانب تلك الزوابع زمناً، حتى إذا مللناها عادت ريمة لعادتها القديمة وكأن شيئاً لم يكن؟!.
** غير أن مسألة خطيرة بحجم موضوعنا مثار الحديث، قد تجاوز في أهميته إمكانية تمريره، أو إدراجه تحت بند (موجة وتعدّي) ولاسيما وقد أضحى الشماعة التي يلجأ إليها الإداري المتخاذل، أو اللاعب الفاشل، أو الناقم، أو الباحث عن الأضواء، أو حتى (المُكلَّف) بأداء مهمة ما، يحدث ذلك كلما تعرض المنتخب لنكسة، وما أكثر انتكاساته مؤخراً وبالتالي ارتفاع معدل ووتيرة التهم المجانية التي يطلقها كل من هب ودب؟!.
** ذلك أنه في أعقاب تصريح اللاعب النصراوي إبراهيم غالب المرتب له بعناية، وانصراف دكاكين الفضاء لدينا (للحكي والثرثرة) حول المضمون القديم الجديد للحكاية، والتي كان من بينها ما دار في الحلقة الأخيرة من برنامج (مضافة يا سارية خبريني)، إذ كانت اليد الطولى في (العك) حول الموضوع، وبالكثير من التوسع لـ (بطل المادة الخامسة)، أكتفي من ثرثرته المعتادة بقوله: الإعلام الهلالي فقط هو من تحسّس - أو هكذا قال - من تصريح غالب، ولأن المذيع من طينة المذيع الآخر الذي استضاف غالب عندما لم يسأله من أين لك هذا.. فلم يسأل مذيع قناتنا ضيفه (الفهلوي): ماذا قال الإعلام الهلالي، وهل دافع عن (الشبح) المزعوم.. أم أنه طالب بضرورة كشف الحقائق حتى يكون الجميع على بينة.. حتى أنهم في حلقتهم تلك لم ينسوا استغلال الموقف لحشر(أكذوبة) الكابتنية المفتعلة في ثرثرتهم، وكم أشفقت عليهم عندما جاء التوضيح الملجم من قِبل الكابتن أسامة هوساوي شخصياً، والذي كان يفترض فيهم عند سماعه افتعال، أو ادّعاء مشكلة تقنيّة تحول بينهم وبين تكملة الحلقة كوسيلة للملمة بعثراتهم، هذا على افتراض أن في الوجوه بقيّة من ماء، بالمناسبة: معلومة الهوساوي حول سالفة الكابتنية ليست بجديدة، فقد سبق للكابتن الخلوق خميس الزهراني أن أعلنها عبر أحد البرامج اليومية كشاهد عندما كان يعمل في اتحاد اللعبة، ولكن لأنهم في وادٍ، والناس في وادٍ آخر، فلم يعلموا عنها، أو أنهم يعلمون ولكنهم تعمدوا إعادة الخوض فيها فقط لكونها تمنحهم المزيد من الوقت والمساحة لممارسة الثرثرة، رغم أنها كانت كافية للحد من توزيع التهم يمنة ويسرة، ولكن؟!!.
** نعم: نريد أن نعرف من هو ذلك (العابث) الذي يقف حجر عثرة في طريق الأخضر، وتسبب في الحيلولة بينه وبين تحقيق طموحات الجماهير السعودية خلال السنوات العشرالأخيرة تحديداً.. نعم: نريد أن نتعرّف على من مارس سلسلة من المؤامرات بحق المنتخب ونجومه من نمونة ما تعرض له هداف المنتخب ناصر الشمراني مؤخراً في استراليا، نعم نريد أن نعرفه، فـ (والله) لن أتعاطف معه حتى لو كان شقيقي، أو ابني من صلبي، ولن أعير اللون الذي يمثله أدنى اعتبار لأن المتضرر منتخب وطن، وفي ظني أن هذا يكفي.
** أما أن تظل الأبواب هكذا مشرعة لكل من يعمل جهاراً نهاراً وبخبث على تلويث الأجواء، ورفع معدل الاحتقان والكراهية بين الجماهير، فهذا ما سيزيد من أسباب تدهور رياضتنا، ولن تقوم لها قائمة؟!.
المعنى
** إذا لم تتخذ إدارة الهلال إجراءً صارماً ومشرّفاً، بناءً على المعطيات الدامغة التي جاءت في الحوار الصحافي للدكتور خالد المرزوقي المنشور مؤخراً بشأن ما تعرض له الكابتن ناصر الشمراني من مؤامرة قذرة.. فما عليكم إلاّ أن تغسلوا أيديكم، وأن تترحموا على هيبة كيان سادت، ثم بادت؟!.