رجاء العتيبي
هناك فرق بين أن تتضافر (الظروف) فيسقط الهلال، وبين أن تتضافر (الجهود) فيسقط الهلال، في الأولى الأمر تلقائي والثانية الأمر مقصود، وفي تقديري أنها (جهود) تضافرت من داخل البيت الهلالي بالتعاون مع الخارج، لأهداف تنافسية على كرسي الزعيم.
الذي يعرف لعبة الكراسي يعرف - يقيناً - أن الأمر صراعات داخلية في البيت الهلالي قبل أن تكون صراعات خارجية، لأن طبيعة الصراعات ذات صبغة (هجومية) أكثر من كونها تحليلاً للواقع الهلالي في وقت لا يوجد منافحون أقوياء عن الهلال، بدليل تصاميم (الجرافيك) الذي أظهرت الهلال في وضع ضعيف بعد هزيمته الأخيرة من الأهلي على كأس ولي العهد الأسبوع الماضي، كانت الصور (المركبة) تحمل في طياتها (تشفياً) وسخرية وتكريس الهزيمة بأكثر من شكل.
في الظاهر نرى أن الهلال فريق بطل، لذلك جاءت الهزيمة قاسية، وجاء رد الخصوم أقوى، واهتز البيت الهلالي، ولكن الأمر - حسب نظرية الصراعات الإدارية - بخلاف ذلك، حيث دبَّ الخلاف من داخل البيت الهلالي بصورة أو بأخرى.
ليس من المناسب أن يعلن الرئيس استقالته أو ابتعاده، كانت القيادة الهلالية تحتاج إلى صبر ساعة حتى تزول الظروف، استناداً لأن أي قرار في لحظة (حزن) بالضرورة هو قرار خاطئ، فمن غير المنطقي أن القرارات تأتي نتيجة هزيمة طارئة أو تأخر في سلم الدوري.
في مباراة نهائي كأس ولي العهد الماضية، الهلال هزم نفسه، لم يهزمه أحد، والأهلي فاز لأن الهلال كان يلعب في صفه، الهلال فريق لا يُهزم، ولكنه (ينهزم) لظروف داخلية، وطالما الهزيمة داخلية، فعلي الإدارة الهلالية أن تعي ذلك، وتعرف أنها تدير فريقاً كبيراً، وفريقاً تاريخياً، فريق بطولات، لا تعدو هذه المباراة سوى كبوة حصان يقوم بعدها بكامل قوته.
الاستقالة ليست حلاً، والابتعاد ليس طريقة صحيحة للتعامل مع الهزيمة، والغضب الجماهيري ليس مبرراً لاتخاذ أي قرار داخل البيت الهلالي، باعتبارها موجاً أزرق عاطفياً لا يلبث أن ينسى الهزيمة كما نسي غيرها، والبطولات القادمة كافية لأن تزيل الغمة، وتعيد الهلال إلى سابق عهده قطعة متوهجة في السماء.