ناهد باشطح
فاصلة:
((لا يعدم القبعات صاحب الرأس الجيد))
- حكمة عالمية -
لم يعد الصحفي اليوم هو الراوي الوحيد للخبر في ظل صحافة المواطن حيث تحول معظم المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت وأجهزة المحمول الى صحافيين ينشرون الأخبار ويدعمونها بصور يصورونها ربما بأنفسهم ويساهمون في تشكيل الرأي العام.
ولذلك فإن مسؤولية الصحفي اليوم باتت أكثر تحدياً في عالم يصنع اخباره دون رقيب مهني، فالخبر ليس مجرد معلومة والصور ليست مجرد رسوم توضيحية إنما هي نصوص لها تأثيرها على الإنسان والمجتمع.
وبدون إدراك لخطورة هذه العملية التي تندرج تحت مسألة التضليل الإعلامي بات معظم الناس يتداولون الأخبار دون وعي بأهمية صحتها وصارت عبارات مثل منقول هكذا وصلني تكتب لاخلاء المسؤولية من تحري المصداقة التي لا بد منها مادمنا ننشر الخبر أو نواصل نشره.
التضليل الإعلامي أجده واضحاً في سلوكيات الصحافي والجماهير، إذ لم يعد المتلقي سلبياً بل تحول إلى مرسل أيضا يجري تعديلات على النص ويقوم بنشره من جديد لهدف ما.
هناك أساليب تندرج تحت مسمى التضليل الإعلامي مثل التضخيم، والتعتيم، والتكرار، وإثارة الخوف، ولفت الأنظار، والكذب، والإثارة، والخطاب المزدوج.
ويمكن لفهم التضليل العودة الى نظريات مهتمة بدراسة السلوك الإنساني وردود الفعل.
إنّ نشر خبر واحد بدون التأكد من مصادره والتحقق منها يمكن أن يفعل في توجه المجتمع ما لا تفعله وسائل أخرى لذلك فمهمة الصحافي اليوم أخطر من الأمس وتأثيره سيكون أقوى لو أدرك معنى تغير دوره في هذا العصر المعلوماتي.
أما الناس الذين تحولوا إلى صحافيين فيظل صحافة المواطن فهؤلاء لا سلطان عليهم إلا بالرقيب الذاتي.