يوسف المحيميد
قبل أيام، نشرت صحيفة مكة تقريراً عن عمل السفارات السعودية في الخارج، ومدى تجاوبها مع احتياجات المواطنين في تلك الدول المختلفة، مستخدمة فيه حيلة لإثبات أمر ما، وذلك عبر إرسال إيميل وهمي لبعض السفارات السعودية في العالم، تقول فيه إنها مواطنة سعودية في الخارج وتحتاج رقم السفارة لأمر عاجل وضروري.
ثم نشرت الصحيفة مدى تجاوب هذه السفارات، منها من أجاب خلال ربع ساعة فقط، ومنها من لم يجب نهائياً، كي تؤكد أن هذه السفارات لا تقوم بعملها بخدمة المواطنين على الوجه الأكمل، ورغم أننا نتفق أن هناك بعض القصور في أداء السفارات في الخارج، إلا أن إثبات ذلك من مجرد إيميل، قد يصل وقد لا يصل، فذلك أمر غير عادل، وغير منطقي لقياس أداء السفارات!
من بين السفارات التي لم تجب على المرسل، حسب الصحيفة، كانت سفارتنا في فرنسا، وللأمانة فقط، سأروي حادثة وقعت لابني ولزميليه، فقدوا جوازاتهم في باريس، وبلغوا السلطات الفرنسية المعنية بشؤون السياح، التي حددت لهم موقع السفارة السعودية على الخريطة، وأبلغتهم أن اليوم عطلة رسمية، قد لا يجدوا أحداً في السفارة، ومع ذلك ذهبوا لمقر السفارة، في الثانية ظهراً، وعند البوابة طلبوا الدخول، لكنهم تأخروا قليلاً للتأكد من أنهم فعلاً مواطنون سعودييون، وتلك إجراءات أمنية وقائية طبيعية، وتم استقبالهم بشكل رائع من الموظفين المناوبين، وتم توجيههم إلى القنصلية، بل لم يرضَ أحد الموظفين إلا بإرشادهم إلى موقع القنصلية، وحضر المسؤول الذي كان في إجازته إلى مقر عمله في القنصلية، وأكمل إجراءات تذاكر عودتهم إلى الوطن بكل اهتمام ومسؤولية خلال ساعة ونصف الساعة فقط.
وبالرغم من هذه التجربة الجيدة من سفارتنا في فرنسا، إلا أنه في المقابل قد تكون هناك مواقف غير جيدة، وهذا متوقع في بيئة أي عمل، لكنها غير مقبولة من قبل السفارات، التي تكون قطعة من الوطن في بلدان أجنبية، وعليها أن تكون في خدمة المواطن أكثر من غيرها من الجهات الحكومية.
أخيراً، أعتقد أن إرسال رسائل نصية للمسافرين عند وصولهم أي بلد، برقم السفارة ومكتب الخطوط السعودية هو أمر رائع ومهم، ولكن الذي يمكن مناقشته هو عدم الرد الهاتفي من قبل بعض السفارات، وهنا تجوز مساءلتها والاحتجاج على إهمالها، بل هنا نقبل قياس الأداء عند عدم إجابتها على الاتصالات المتكررة للمواطنين، وليس مجرد إيميل عابر، لا نعرف إن كان وصل أو ضل عن طريقه.