د.دلال بنت مخلد الحربي
بعد دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة التعليم, تثار أسئلة حول ما سيكون عليه التعليم الجامعي والعالي؟ وكيف سيكون التطوير وإستراتيجية التعليم العالي خاصة ونحن نعرف أن هناك نقداً شديداً على واقع التعليم الجامعي في المملكة منذ وقت طويل وواقع الجامعات أيضاً.
فما هي إستراتيجية الوزارة الجديدة في هذا المجال, وكيف ستنفذ ذلك, وهل هناك توجه إلى استقلالية الجامعات؛ الذي سيؤدي إلى إعادة الاعتبار للجامعات وقدرتها على اتخاذ القدرات السريعة دون تدخل من الوزارة, شريطة أن تكون هناك جهة رقابية تقيس الأداء, وأن تحكم على مستوى الجامعات وبموجب ذلك يكون دعم الدولة لهذه الجامعات إما بالزيادة أو النقص, وإذا كان الأمر كذلك فمن الذي لديه المعرفة بهذه الأمور حتى نقف على حقيقة الوضع القادم.
الجامعات تحتاج إلى إعادة الأنظمة والأعراف الأكاديمية المعمول بها في الجامعات الكبرى, فكل شيء داخل الجامعة يهتم ويطبق بمعيارية دقيقة فلكل شيء معايير, بدءً من اختيار المعيدين إلى رؤساء الأقسام والعمادات إلى الوكلاء إلى مديري الجامعات. فالقيادات داخل الجامعة يتم اختيارهم وفق معايير علمية يعرفها تماماً الأكاديميون الحقيقيون وتعرفها جامعات العالم الكبرى, فلا يسمح بالقيادة إلا من لديهم المقدرة الحقيقية والتجربة والفكر والدرجات العليا بحيث يكون من يتولى الإدارة علم في تخصصه مبدعاً في إدارته, فتجربته هي الدافع إلى ضبط الأمور وعلمه هو المفتاح لاستقبال الأفكار ودعمها وفرضها فيما بعد لتكون وسيلة للتطوير.
الجامعات تختار قياداتها من داخل الجامعة وفق معايير علمية تنبثق من أهداف الجامعات وتطلعاتها العلمية, والجامعات أيضاً هي المكان الوحيد الذي لا مجال فيه للمجاملات, ودفع أشخاص إلى الأمام لقيام بقيادة مهام الجامعة لانعدام التجربة البحثية نفسها من قبلهم وللتأكد من كلامي عليكم العودة إلى سيرة قيادي الجامعات الكبرى في العالم..
الجامعات بقياداتها الفاعلة يكون البحث العلمي هو شغلها الشاغل وهنا لا يقصد بالبحث العلمي المؤتمرات والندوات والملتقيات أو أوراق تقدم ثم تطوى, فلا يعرف عنها شيئاً, بل بحث علمي يخدم المجتمع ويكشف حقائق سواء كانت في الجوانب التطبيقية أو الإنسانية, فالمعروف أن البحث العلمي ينبثق أساساً من الجامعات فهي التي تنتج الباحثين وفيها يبرز أفضل الباحثين الذين يقودون الحركة البحثية العلمية في بلدانهم على المستوى التقني وعلى المستوى الإنساني وهذا معروف وواضح في الدول التي قفزت مؤخراً مثل الهند والصين حيث أن الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي هو أساس الانطلاق والذي أدى إلى ما هي عليه هذه البلدان من ثورة في كافة المجالات.
إن غياب الإشارة إلى قضايا البحث العلمي والجامعات لا يساعد على تطوير البحث العلمي الذي يجب أن يكون في هذه المرحلة التي نعيشها المحور الذي يحتاج إلى إغداق مادي حتى نخرج من دائرة الإهمال إلى دائرة الاهتمام.
وللحديث بقية..