جاسر عبد العزيز الجاسر
القوانين الأمريكية والأوروبية تمنع اختراق الخصوصية، وتقدس حرية الرأي وتعطيها حصانة حتى في التعرض للمسلمات الدينية، مع هذا نجد أن وكالات الأمن القومي، يسمح لها باختراق الأنظمة وكل القوانين التي تمنع اختراق خصوصية الأفراد والمؤسسات وحتى الدول بما فيها قادة الدول أنفسهم وقد كشف في الآونة الأخيرة أن وكالات المخابرات الأمريكية والأوروبية قد وضعت برامج وأنظمة في أجهزة الهاتف المتنقلة وأن بعضها وضع أجهزة تصنت حتى في شاشات التلفزيون مما أتاح لتلك الوكالات أن تتجسس على الجميع حتى في غرف نومهم فضلاً عن غرف الجلوس، وأثناء تنقلهم عبر أجهزة الهاتف.
آخر الإجراءات التي فرضتها وكالات الأمن القومي، وهي تلك الوكالات التي تدير عمليات التجسس على الأفراد والمؤسسات وحتى الدول هو منع تسويق الهواتف المشفرة، إذ أعلنت وكالة الأمن القومي الأمريكية، وهي أقوى وكالات الاستخبارات الإلكترونية نيتها منع شركات الإنترنت من تسويق هواتف مشفرة لا يمكن اختراقها وحجة وكالات الأمن القومي الأمريكية أنه يمكن استعمال تلك الهواتف لتنفيذ أعمال إرهابية وإجرامية.
الأمريكيون بالذات توصلوا منذ وقت طويل مع شركات الإنترنت والاتصال ومع الشركات المصنعة للهواتف النقالة وأجهزة الحاسب إلى تفاهم يمكن وكالات الأمن القومي الأمريكية من اختراق تلك الأجهزة والتنصت على ما تريده من المكالمات وتتبع أرقام بذاتها، بل هناك برامج تتابع كل الاتصالات التي تتم فوق أراضي دول معينة يتم فرزها والتحقق من أهدافها، وقد أشرت في هذا المكان إلى أن تفاهم وكالات الأمن القومي الأمريكية مع الشركات المصنعة للهواتف النقالة وأجهزة الحاسب قد أتاح لها الوصول حتى إلى الهواتف الخاصة برؤساء الدول وكبار المسؤولين، كالمستشارة الألمانية، ورئيسة جمهورية البرازيل وغيرهما من القادة الذين لم يعلنوا عن اختراق خصوصياتهم رغم حصولها، وهو ما فضحه العميل الأمريكي المنشق عن وكالة المخابرات الأمريكية أدورد سنودن.
الآن يتأكد ما فضحه سنودن وما أشرنا إليه، وما على الجميع إلا أن يتحفظ في أحاديثه سواء عبر الهاتف النقال أو حتى أمام التلفزيون.