فهد بن جليد
في الطائف يُعد (العبري) وسيلة نقل شعبية وما زال كتقليد مُتعارف عليه اجتماعياً، وهو سيارة بحجم (الدباب) تحمل الركاب والبضائع معاً، لا يتجاوز تكلفة المشوار فيها (عشرة ريالات) لأي مكان في المدينة، لم تعرف الطائف إلى وقت قريب (سيارات الليموزين)، حيث ظل التاكسي (الأصفر) صامداً حتى أحيل إلى التقاعد، رغم أن الطائف لا تُعاني من اختناقات مرورية!
جدة على الساحل كانت على العكس، مدينة مُزدحمة، ولكنها متفاعلة ومُتجددة، متقبلة لكل ظروف التغير، حتى أن أصحاب السيارات الخاصة أو (الكدّادة) يجدون فرصة كسب بين الأرصفة، وفي المطار الكبير، لمساعدة الناس والسياح للحصول على أي وسيلة تنقل، في ظل الزحمة المرورية المُرعبة!
قد يكون التنقل (بالدراجة النارية) بدأ من جدة لباقي المدن السعودية، وهو ما استغلته بعض العمالة الآسيوية لشراء (دراجات نارية) غير مرخصة من المرور، واستخدامها لتوصيل الطلبات، والتنقل بتكلفة أقل!
اليوم تعود جدة للواجهة من جديد بتدشين (التكتك)، وإدخاله الخدمة كوسيلة تنقل قيل إنها محدودة في بعض (المناطق السياحية)، ولكن من يضمن أن (التكتك السعودي)، لن يحمل أرقام (لوحات خصوصية) لاحقاً، ليظهر في شوارع مدن أخرى؟!
دبي سبقتنا في تدشين (التكتك الإماراتي)، ولكن استخدامه بقي محصوراً في منطقة (جميرا بيتش) أو ممرات الـ(جي بي آر)، ونجحت الفكرة في جعله وسيلة تنقل سياحية شبيه بتلك الموجودة في (مصر) ودول أفريقية أخرى، دون أن تتأثر باقي الشوارع بوجوده كوسيلة تنقل عامة!
ما نحتاج إليه مع ظهور (تكتك جدة) هو التعامل بجدية وحزم مع هذا الضيف الجديد، لقصر استخدامه على المناطق السياحية فقط، حتى لا نفاجأ غداً بأن العمالة التي توسعت في استخدام (الدراجات النارية) سابقاً، هي ذاتها التي تستخدم (التكتك) لتوصيل الطلبات، ونقل طلاب المدارس، وربما الذهاب للدوام، والتخلص من زحمة السير؟!
الخوف أن يحرك (تكتك جدة) مشاعر هؤلاء، وحنينهم للتعامل معه، من واقع خبرتهم به في العواصم الآسيوية والأفريقية، على طريقة (اتشا هي بتشا)، (تُكتك سعودي) تيقا!
وعلى دروب الخير نلتقي.