يوسف المحيميد
في كلمة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بمنتدى جازان الاقتصادي، ذكر ما قاله له الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عندما قابله مؤخرا في الرياض: «لقد أنجز الملك سلمان خلال 10 أيام أعمالا يقوم بها عادة الزعماء خلال مئة يوم»، وهي شهادة مهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، من رجل مهم، يعرف قادة العالم جيداً، ويتعامل معهم، ويستطيع التمييز بينهم.
كنت أتساءل ماذا لو قام الوزراء مثلاً، أو الوكلاء، أو مدراء العموم في الجهات الحكومية، بمثل هذه الأعمال السريعة المدروسة، وأنجزوا ما لم ينجزه غيرهم خلال أيام؟ ماذا لو لم ينم مهندس مشروع للدولة، إلا بعدما ينجز مهام ذلك اليوم، ويتأكد أن المشروع الذي تحت إشرافه يسير حسب الوقت المحدد، والجودة المطلوبة؟ ماذا لو لم يخلع مدير مناوب في مستشفى ثوب القلق، إلا بعد أن يطمئن على سير عمل المستشفى، وراحة المرضى، واستيفاء كامل حقوقهم؟
ماذا لو عقد كل وزير اجتماع أسبوعي مع قيادات وزارته لمراجعة ما تم إنجازه خلال الأسبوع المنصرم؟ وقبل ذلك الاجتماع حمل كل وكيل وزارة، وكل مدير عام، تقريراً أسبوعياً عن وكالته، أو عن إدارته، يتناول فيها ما قاموا بإنجازه، وما لم يتم إنجازه، وأسباب ذلك التأخير، ومناقشة المشكلات قبل استفحالها، وحسم كل المشروعات المتعثرة؟
نعم حقق الملك سلمان ذلك، لأنه يدرك مواطن الخلل، ويعرف ماذا يريد، وإذا كان كل وزير يعرف مواطن الخلل في الوزارة التي استلم حقيبتها، ويعرف ما يريد، أي أنه يمتلك رؤية مستقبلية لعمل وزارته، ويدرك أن هذه الوزارة لم تقم إلا لتحقيق متطلبات المواطن قبل كل شيء، فهو حتماً سيكون صاحب رؤية، مصحوبة بالإنجاز، والإنجاز لا يتحقق إلا بالعمل والمتابعة، والمعاقبة إن لزم الأمر للمتسببين في تعطيل سير العمل.
لا أعرف كيف تذكرت مدير المستشفى الذي لم يستطع توفير سائق لسيارة الإسعاف، ونقل الصحفي الثبيتي، الذي تعرض لغيبوبة والبقاء في العناية المركزة، فقط لأنه أجريت له عملية بسيطة هي عبارة عن إزالة كيس دهني، وهذا المثال العابر، يكشف كما نعاني من سوء الإدارة في كثير من القطاعات، وكم نهمل كثيرا في أداء واجباتنا، وتحمل مسؤولياتنا!
وأحيانا مجرد عقد اجتماع لجنة ستتخذ قرارات لها علاقة بمصير مواطنين، تحتاج إلى أشهر، وأحيانا إلى سنوات، مع أن الأمر لا يستحق ذلك، ويمكن عقدها في غضون دقائق، بل حتى أعضاء اللجان في مدن ودول متعددة، يستطيعون عقد لجانهم بالاتصال الهاتفي الجماعي، ويقررون بشأن كل الموضوعات لديهم، وبكل بساطة... فالأمر يرتبط بدافع حب العمل والشعور بالمسؤولية، والإيمان بقيمة الإنجاز وأثره على حياة الآخرين.