د.عبدالعزيز العمر
الاعتداء على التعليم يعني باختصار أن تتخذ بحقه من السياسات الخرقاء ما يضعف جودته ويوهن مخرجاته.
لكن هل توجد أمة تعتدي فعلا على تعليمها؟ نعم، هناك من الأمم من تعتدي على تعليمها، لكن ذلك يحدث بدون وعي منها. الاعتداء على التعليم هو في الواقع اعتداء على الوطن، بل وعلى أغلى ما يملكه الوطن وهو عقول أبنائه ومواطنيه.
لكن ما هي صور الاعتداء الممكنة على التعليم؟ الاعتداء على التعليم يمكن ان يظهر في عدة صور، فمثلا نحن نعتدي على التعليم عندما لا نختار له قيادات احترافية متمكنة تمتلك الرؤية المستقبلية وتمتلك القدرة على ترجمتها إلى واقع على الأرض، ونعتدي على التعليم عندما نكبله بنظم بيروقراطية مركزية متكلسة لا تتوافق مع المستجدات المتسارعة، ونعتدي على التعليم عندما نفتح أبواب كليات التربية لكل من هب ودب ممن يمكن ان يكونوا اي شيء إلا أن يكونوا معلمين، ونعتدي على التعليم عندما لا نخضع اداء المعلمين للمساءلة وفق معايير تعليمية صارمة، ونعتدي على التعليم عندما نحول التدريب إلى برامج شكلية مظهرية تنعقد في صالات فارهة ولا تحدث اثرا على اداء المعلمين، ونعتدي على التعليم عندما نترك لفئة أو شريحة مجتمعية – أيا كانت تلك الفئة - الفرصة لفرض اجندتها على التعليم.