د.عبدالعزيز العمر
في المقالة السابقة كان الحديث حول استحالة تطوير التعليم طالما بقيت كليات التربية هي الملاذ الأخير لأي طالب متدني التحصيل ومتواضع المهارة لم يجد له مكانا في الكليات الاخرى، ومن هنا يمكننا ان نلتقط الخيط الذي سيقودنا في النهاية إلى علة تعليمنا الحقيقية، وهي تدني مستوى أداء المعلم الذي يشكل رأس حربة التعليم وقوته الضاربة.
قد لا يعلم البعض اننا نشكو فعلا من قلة المعلمين، خصوصا في التخصصات العلمية، ان حاجتنا الماسة إلى المعلمين ستدفعنا بالضرورة إلى التنازل غير الطوعي عن كفاءتهم ونوعيتهم. وهذا سيحدث حتماً مزيداً من التدمير لتعليمنا. في ظني ان الحل امام هذه المعضلة يتمثل في جعل مهنة التعليم جاذبة ومغرية لخريجي الثانوية ولخريجي الكليات العلمية والادبية.
في فنلندا يتنافس على كل وظيفة معلم يتم فتحها خمسة خريجين رغم ان البطالة لديهم لا تذكر، وما ذلك إلا لأنهم جعلوا مهنة التعليم جاذبة. ستبقى مهنة التعليم لدينا طاردة طالما بقيت بيئة عمل المعلمين موحشة، فالفصول مكتظة بالطلاب، ووسائل تقنيات التعليم شبه مفقودة، ومكاتب المعلمين مهترئة، ويفتقد المعلمون التأمين الطبي، وأندية المعلمين غائبة، وبرامج صيانة ونظافة المدارس ضعيفة، وبرامج التدريب قليلة وشكلية لا تكاد تحدث اثرا على اداء المعلمين، والنظام المدرسي بليد لا يميز المعلم المبدع عن المعلم الخامل.