محمد الشهري
** هناك فئة من الناس الذين إذا ساقتهم أقدارهم لتبوؤ المناصب القيادية ملأوها باقتدار، بل أضافوا لها قيمة وهيبة بما يمتلكونه من صفات ومزايا قيادية، لذلك تتماهى إيجابياتهم تلك مع قدر ومكانة المناصب، فتثمر بالتالي رضاً وقناعة وثقة بهم لدى الرأي العام، وهنا مربط الفرس.
** بعكس فئة اخرى تماماً حينما تتولى - بطريقة أو بأخرى - شغل المناصب، إِذْ تحطّ من قدرها، وتفرغها من هيبتها وقيمتها المفترضة، لأنّها بكل بساطة تفتقر إلى المقومات القيادية الأساسية، لهذا تتحول تلقائياً إلى أعباء على المناصب، وبذلك يصبح من الطبيعي والبديهي أن تفشل، وتفشِّل؟!.
** أسوأ أولئك - على الإطلاق، وبلا جدال - هو ذاك الذي يرتجف، وترتعد فرائصه (هلعاً) من أي تلويح أو تهديد بتجريده من منصبه، سواء كان مصدر ذلك التهديد والتلويح جهات تتمتع بصلاحيات أعلى من صلاحياته، أو كانت دون ذلك، على أن الأدهى والأمر هو عندما يتم تغليف ذلك الوعيد بنبرة (استعلائية) يسودها المنّ والأذى، فضلاً عن التلميح إلى الإمساك بطرف (ذِلّة)!!.
** فلا تتعجب إذا رأيت أحد مرؤوسي هذا الصنف من المسؤولين يحذو حذو رئيسه في (الخنوع والاستكانة وطأطأة الرأس) وبالتالي ممارسة اللا مبالاة لكي يحافظ على موقعه و(ط...) في الكرامة ؟!!.
** وفي هذا الصدد يقول الشاعر الشعبي:
** كب رجّالٍ يشيله منصب
وانص رجّالٍ يشيل المنصب
أوجه الشبه بين (العمري) و(نيشيمورا)؟!
** تضطرك بعض الأحداث إلى عقد مقارنات بين حالة وحالة، وبين موقف وآخر، وبين تصرف وتصرف مشابه، وهكذا.
** ذلك أنه عند مشاهدتي لمجمل (الكوارث) التي مارسها الحكم عبد الرحمن العمري في إدارته لمباراة الخليج والنصر، وما ترتب عليها من أضرار جسيمة ليس في حق الفريق الخلجاوي فحسب، وإنما في حق الفرق المنافسة للنصر على الصدارة بشكل خاص، والمنافسة وشرفها وسمعتها بشكل عام.. تلقائياً عادت بي الذاكرة قليلاً إلى الوراء مستذكراً كوارث سيء الذكر، الفاسد (نيشيمورا) بحق الهلال خلال إدارته للمباراة النهائية على كأس آسيا أمام سيدني الأسترالي الذي أضحى هبوطه إلى مصاف أندية الدرجة الأولى مسألة وقتلا أكثر، كدليل على ما وراء الأكمة؟!
** لذلك وجدت أن هناك تشابهاً كبيراً بين الاثنين - العمري ونيشيمورا - فكلاهما يعيش مرحلة أرذل العمر تحكيمياً، وبالتالي انطباق مقولة ( إذا صرت رايح كثر الفضايح) على اثنينهم، كما أنهما يتشابهان في أحجام وأبعاد الكوارث المُرتَكبة ببركاتهما وبمباركتهما بحق كل من الهلال والخليج، حتى وإن اختلفت الكيفية، أي من خلال جرأة الياباني في التعامي عن الجزائيات الصريحة للهلال، وجرأة العمري في احتساب الجزائيات من خارج منطقة الثمانية عشرة.. كما يتشابهان في كيفية توديع الملاعب، إِذْ يودعها كل منهما بفضيحة ؟!.
حافظوا على ( طيف والكعبي والحافظ)
** ما أكثر ما تتمخض الأزمات عن فوائد ومكاسب عالية الأقيام والمنافع التي لا تتوقف عند فائدة معرفة الصديق من العدو على حد وصف الشاعر، وبالتالي تصبح تلك المنافع والمكاسب من دعائم وركائز العمل المستقبلي، شريطة أن يَتمَّ توظيفها واستثمارها بالشكل الأمثل.
** على سبيل المثال: هل كان سيحظى كل من (عطيف والكعبي والحافظ والشامخ) بالفرصة الثمينة التي حصلوا عليها لإثبات وجودهم ونجاعتهم في تمثيل الفريق الأساسي، لولا أن الأزمة التي مر بها الزعيم مؤخراً قد ساعدت إلى حد بعيد على منح هؤلاء النجوم الشباب هذه الفرصة ليثبتوا جدارتهم، وأحقيتهم بأن يكونوا محطّ الأنظار والآمال، ليس على صعيد النادي فحسب، وإنما على صعيد الكرة السعودية بوجه عام.
** إذن : حافظوا على هؤلاء النجوم الشباب، وزيدوهم صقلاً ودعماً وثقة.. وعليهم هم أيضاً مسؤولية اغتنام ما حظوا وسيحظون به من فرص البروز وإثبات الوجود من خلال الحرص على تطوير قدراتهم أكثر وأكثر، وعدم الركون إلى (أوهام) بلوغ القمة، فقد يكون من اليسير بلوغها، ولكن الصعوبة، كل الصعوبة في الثبات عليها، وبالتوفيق ( إن شاء الله ).
شوارد
** طوال الموسم الماضي الذي شهد ظاهرة (الدفع الرباعي) ظل السواد الأعظم من الأقلام الأهلاوية منحازاً إلى الطرف المستفيد من ذلك الدفع بطريقة عجيبة وكأن تلك الأقلام قد يئست من إمكانية أن يكون الأهلي يوماً ما طرفاً في المنافسة على اللقب، أو أن ذلك المستفيد يمكن أن يعطف ويتكرم بالتنازل عن تلك المميزات لصالح فريقهم في حال احتدمت المنافسة بينهما كما هو حاصل الآن.. وها هي الآن تعيش ورطة الخيار بين الثبات على مبدأ الانحياز للنصر، وبين الانتصار لحقوق فريقها، ولا سيما في ظل تواتر وتسارع مؤشرات تكرار أحداث الموسم الماضي، وعلى عينك يا أهلاوي؟!!.
** ما يزال الإخراج (الأصفر) يمارس عبثه الانتقائي والاستفزازي عياناً بياناً حتى وهو يضطلع بمهام إخراج المباريات القارية لصالح القناة الناقلة من خلال تعمد الإخفاء والتعتيم على الكثير من جماليات المدرجات الهلالية تحديداً؟!!.
** ذكّرتني الترشيحات الأخيرة في دهاليز اتحاد الكرة بممارسات (العُمد) في المسلسلات المصرية قديماً، إِذْ يستحوذ (العُمدة) على كل شيء حتى لو كان (متنيّل بستين نيلة)؟!!.
** بين المروءة والكرامة علاقة وثيقة وأزليّة.. كما هي العلاقة الوثيقة والأزلية بين (الجبن) والفشل.
المعنى
للمبدع «عيضة السفياني»
ما يجعل الأرض عيد إلاّ بزوغ الهلال
فطرة على الأرض ما تعصى على ربها
يسطع هلال السما، ولاّ هلال الهلال
عيّد على الموج.. والعيدية ابشر بها