د.دلال بنت مخلد الحربي
دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة هي فرصة لإعادة ترتيب كل ما يتصل بالتعليم، ومن المؤمل من وزارة التعلم استثمار التوجه لتعميق تحركها في أفق تحيطه الأبعاد الآتية:
- فتح حوار موضوعي وواقعي مع الأكاديميين من خارج وزارة التعليم العالي يتناسب وعمق المرحلة وأثره في صنع نجاحات العمل الجامعي والعالي.
- إعادة القيم والأعراف الأكاديمية للجامعات ويأتي في إطار تلك القيم تنظيم كيان الجامعة ووضعها أمام عربة التقاليد الأكاديمية العريقة والمعايير العلمية التي تحكم كل شيء داخل الجامعة.
- إعادة النظر في لوائح الجامعات المعمول بها منذ عام 1414هـ.
- إجراء دراسة تقويمية شاملة ومن جهة محايدة لواقع الجامعات الإداري والعلمي.
ومن الأمور التي آمل أن يلتفت إليها مسألة الابتعاث والتي لا يختلف اثنان على قيمته وأهميته، لكن تصل نسبة الابتعاث إلى أكثر من 60 بالمائة على حساب الوزارة، وهناك أكثر من أحد عشر ألف مبتعث على حسابهم الخاص وهذا ما يدفع المرء للوقوف أمام هذه النسبة وهذا الرقم خاصة مع وجود 25 جامعة حكومية عدا الجامعات الأهلية.
ما الذي يدفع هذا العدد للدراسة في الخارج؟ مع ملاحظة أن معظمهم يدرسون في تخصصات موجودة في الجامعات السعودية.
يبدو أن الأمر يتصل باستيعاب الجامعات، فالجامعات ليست لديها القدرة على الاستيعاب، كما أن فرض نسبة 98% في الأغلب في الجامعات كنسبة دخول لبعض الأقسام تدفع إلى توجه الطلاب للخارج.
الأمر الأخير الذي أرغب أن أختم به مسألة سعودة الجامعات والتي ينادي بها البعض، كما أن هيئة الرقابة والتحقيق لديها برنامج رقابي عن مدى التزام الجامعات بتوظيف السعوديين، في هذا أقول:
يجب أن لا يكون برنامج السعودة على حساب جودة التعليم وعلى حساب تميز الجامعة، نعم من المهم إتاحة المجال للسعوديين المؤهلين علمياً. ومن المهم أيضاً أن لا يكون إحلال السعوديين مكان غير السعوديين لمجرد الإحلال دون النظر لاعتبارات أخرى يتطلبها حقيقة ما يجب أن تكون عليه الجامعات.
يجب أن يكون في جامعاتنا تنوّع واحتكاك بخبرات أخرى علمية متميزة متنوّعة الثقافات لها نتاجها المميز والمؤثّر في دولها. وأن لا يتم التركيز في التعاقد على الناحية المادية بحيث نجعل انخفاض التكلفة المادية لمن يتم التعاقد معهم هو الأساس، بل التعاقد مع المميزين مهما كلف الأمر.
ولنتذكر دوماً أن التعليم الجامعي مهم فيه كفاءة الأستاذ، وكثير من جامعات العالم تستعين بالأساتذة المميزين من أي جهة كانت للارتقاء بمستوى الجامعة.
هذه مجرد ملاحظات عابرة ولعل الوزارة نفسها تملك تقارير تستطيع من خلالها أن تكتشف كثيراً من الأمور المتعلّقة بالتعليم العالي التي تحتاج إلى علاج حاسم..