ناصر الصِرامي
من العراق إلى سوريا، لبنان، والآن اليمن، عام بعد عام تتورط إيران وبكل مواردها في المزيد من الفوضى العربية، محولة دولها إلى خراب، مشهد متكرر يدعم الإرهاب ضد أي بقعة عربية، حالة لا يمكن وصفها الا كنوع من الانتقام التاريخي -ربما-، والمنافسة على إحداث التأثير السلبي على كل ما بقي من العرب!
وبعد هذا الفشل التاريخي المتأزم للعرب في منطقتهم، منطقة الشرق الأوسط.. يحتل المشهد اليوم الفوضى العارمة في سوريا التي أحدثها نظام الأسد وبعون إيراني، بقتله ومواجهته الدموية للشعب العربي السوري وتشريده من موطنه، ثم هذه المنافسة والحصار الطائفي للعراق وعروبته.
وسط هذه التركيبة المدمرة من قتل الإنسان العربي للإنسان العربي بنعوق طائفية، وأخرى دينية لأهداف سياسية عاملها المشترك إيران أو ما يسمى «بالجمهورية الإسلامية الإيرانية» التي حاولت إيصال مخالبها للبحرين، لكنها تكسرت على الصمود الخليجي العربي، ثم هذا النفاذ الفج والعلني لليمن العربي وتوجيه الحوثي لاشعال الحرائق، ونقض الاتفاقات وتعميم الفوضى..!
أطماع إيرانية، وفكرة ظلت مركزية منذ قيام الثورة، هدفها المعلن تصدير «الثورة الإسلامية» الخمينية للعالم العربي والإسلامي كغطاء للسيطرة والاحتلال واضعاف الامة وتمزيقها.
حرب إيرانية على كل العرب تقريباً، والحقيقة الساطعة، أن طهران هي سبب أول وثابت للمشاكل والقلاقل في المنطقة العربية، ولديها مخططها المرسوم لذلك، وقد حاولت بالفعل النفاذ لمصر عبر اتفاقيات سياحية واقتصادية، إبان الحكم الإخواني البائد وكادت تنجح، إلا أن ثورة الشعب المصري ووقوف الجيش القوي إلى جانبه أوقف المخطط الدولي- الإيراني - الإخواني.
فالعالم العربي يعاني من أوجاع عدة، لكن لا شيء يتفوق على تصدير الفوضى من طهران أو بدعمها.. فالنظام الحاكم هناك لا يهمه شيء ومستعد لاستنزاف كل الموارد من أجل توسيع دوره ونفوذه واضعاف الأنظمة العربية. صحيح انه في وضع قد يستنزف موارده، ولن يستطيع السيطرة بعد نفاد خزائنه، وسقوط اقتصاده المترنح، وهو ما يتطلب الوقت، والمزيد من التخريب أيضاً.
العالم العربي -باستثناء دول الخليج العربي- اصبح يعيش حالة صعبة وحرجة، وهنا كماشة إيرانية تحاصر الجزيرة العربية، ولا تبالي باستنزاف طاقاتها. لكن الخليج العربي ودوله يدركون الموقف جيداً، ويتحركون في مساحة واضحة من الدبلوماسية والحراك السياسي.
الدبلوماسية الخارجية السعودية عادت بوضوح الاسبوع الماضي، -مع الاحتفاء بعودة عميدها الأمير سعود االفيصل- الذي عاد إلى العمل مباشرة باجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع الوزير الأمريكي كيري.
ومن الرياض أعاد الإعلان مجدداً وبشكل ثابت أسس السياسة الخارجية السعودية والخليجية أيضا:
- الرفض المطلق للانقلاب على الشرعية في اليمن، والتأكيد على أهمية العملية السياسية باليمن وفق المبادرة الخليجية، والموافقة على دعوة الرئيس اليمني لنقل الحوار إلى الرياض.
- دعم جهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، مع تأكيد السعودية على أهمية الحملة الدولية لمحاربة داعش. وإن «استمرار أزمة سوريا جعلها ملاذاً للإرهاب بمباركة بشار الأسد»، مما يتطلب دعم المعارضة عسكرياً.
-دعم جهود الدول الكبرى بالمحادثات مع إيران» لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، حيث «أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي». مع رفض تام لتدخلها الفج في سوريا ولبنان واليمن والعراق.
الفيصل قال «إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب».