رجاء العتيبي
تتجه وزارة التعليم إلى تغيير مسمى (مدير المدرسة) إلى (قائد المدرسة) وحين أعلنت الوزارة ذلك في ملتقى القيادة المدرسية مؤخراً، لقي هذا القرار استجابة حارة من مديري المدارس وبعض المهتمين بالشأن المدرسي، وفور انتشار ذلك، ظهر جدل - كالعادة - حول أيهما أصح (مدير) أو (قائد) وهل سيكون للتغيير أثر؟ أم أنه مجرد تبديل مسميات، (وهات) يا نقاشات!!
هذا القرار الذي يمثّل في أدبيات الموارد البشرية (قنبلة موقوتة) سيظل في (رحلة) جدلية حتى ينتهي أمره إلى تغييره إلى مسمى آخر، وربما أتى مسؤول جديد وسماه (ناظر المدرسة) مبرراً أن (ناظر) أدق لفظاً وأن القدماء أكثر إدراكاً منا، وساعتها ستجد من يصفق لهذا القرار تصفيقاً حاراً.
لهذا لا ترحب (الموارد البشرية) بالقرارات الجدلية، أو القرارات التي تنبني على (وجهة نظر) أو القرارات التي تلقى (حماساً) من المسؤول كونه يراها الأصوب، علم الموارد البشرية يتجه نحو القرارات التي يتفق حولها الكل، مثل: قرارات البنية التحتية، وتعديل الإجراءات، واستعادة الحقوق، وسوق العمل، أما إن كان مسؤول المدرسة (قائداً، أو مديراً أو ناظراً) فلا يهم، المهم ما نوع وشكل وحجم الإجراءات التي يطبقها، وما نتائجها وما علاقتها بالعملاء.
القيادة (صفة) وليس منصباً إدارياً، ليس بالضرورة إذا استبدلت مسمى مدير المدرسة بقائد المدرسة أنه سيكون (قائداً) فعلاً، مثلما أنه ليس بالضرورة أنك إذا سميت ابنك (كريم) أنه سيصبح كريماً كحاتم الطائي، هذه صفات يهبها الله للبعض ويمكن للبعض الآخر أن ينميها من خلال الدورات التدريبية، والاحتكاك بالقادة.
بيل جيتس وهو الذي لم يكمل تعليمه أظهر للوجود شركة ميكروسوفت دون أن يسميه أحد بـ (Mr. Leader) رسمياً، وغيره الكثير، فكان الأجدر لملتقى القيادة المدرسية أن يعي مثل الأمور، وليس المسألة (قراراً عاطفياً) يصفق له الحضور وكفى.
وإذا ما رجعنا إلى الوراء قليلاً رأينا أن مسمى (المشرف التربوي) مر بمراحل: فكان يسمى قديماً (مفتش) ثم (موجه) ثم (مشرف) والآن تتجه الوزارة إلى تسميته بـ (ميسر ومسهل ومدرب ومساعد)، ما جعل الميدان التربوي يتفرّغ لجدلية الاسم أكثر من المنجز الفعلي حتى هذه اللحظة.