د.عبدالعزيز العمر
قبل عقدين من الزمن تقريباً بدأ أعداد الطلاب الذين يتقدّمون للقبول بجامعاتنا يتزايد بشكل غير مسبوق، حينذاك اضطرت جامعاتنا إلى رفع الحد الأدنى من التقدير (النسبة) في الثانوية العامة المطلوب للقبول الجامعي، لم يجد الناس حينها أية صعوبة في الوصول إلى الحد الأدنى الجديد من النسبة التي حددتها الجامعة، فحقق الطلاب الدرجات العالية التي تريدها الجامعة بطريقتهم الخاصة دون أن يصاحب ذلك تحسن حقيقي في جودة تعليمهم، ولقد ترتب على ذلك ظهور فجوة مقلقة بين التعلييم الجامعي والتعليم العام، وهذا بدوره أدى إلى زيادة نسب تسرّب الطلاب من الجامعات بحيث وصلت إلى 30%.
لقد اكتشفت الجامعة لاحقاً أنها كانت مخدوعة بشهادة الثانوية العامة. أمام هذه الأزمة رأت الجامعات أن تطور بنفسها إداة فرز نوعية ترشد قرار القبول في الجامعة، فكان أن قدَّم لنا التعليم العالي مولوداً جديداً هو «قياس».
عندئذ بدأ بريق الشهادة الثانوية العامة في التلاشي مقابل سطوع نجم قياس، بل وصل الأمر في بعض الجامعات حد تهميش دور شهادة الثانوية العامة في القبول الجامعي.
هنا يبرز سؤال، هل يمكن أن تتكرر مشكلة شهادة الثانوية العامة مع مؤشر (قياس)، فتضطر الجامعة حينها إلى تطوير وتحسين مؤشر (قياس) ليقيس بدقة السمات الأكاديمية التي يتطلبها التعليم الجامعي، أنا شخصياً أتوقع ذلك، بل وأتمناه، فهذا سيكون دليل حقيقي على حصول تغيّر نوعي في جودة مخرجات الثانوية العامة.
وأنا هنا لا أجد ما أصف به المطالبة بإلغاء (قياس) سوى أنه هراء.