محمد الشهري
** يجتهد الإخوة الذين ينافحون عن (اتحاد عيد) كثيراً، عبر وسائل الإعلام المختلفة في محاولات بائسة ويائسة قوامها توزيع أسباب الفشل يمنة ويسرة، من خلال ترديد بعض الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. وليس سِرّاً أن من يضطلعون بهذه المهمة هم من الإعلاميين الأهلاويين والنصراويين على حدٍ سواء، ولأسباب معروفة ولا تحتاج إلى فتاوى ؟!.
** حتى في ظل ثبوت عجز هذا الاتحاد (المُنتقى) وليس المُنتخب، عن تقديم الحد الأدنى مما يشفع لهؤلاء بالاستمرار في المنافحة عنه، وحتى في ظل تدخل الفيفا مؤخراً في مهمة استجلاء الحقائق، ووضع اليد على مصادر (الدخان) المنبعث من كواليس ودهاليز هذا الاتحاد البائس.. لا يتورعون عن ممارسة محاولات تضليل المتلقي والاستخفاف بمداركه من خلال تكرار وترديد ذات المبررات البليدة للفشل؟!.
** اللافت في الموضوع أن طابور المحامين هذا، إنما يركزون دفاعهم المستميت عن الأشخاص وليس عن العمل ونتائجه، ليقينهم بأن العمل أصلاً (ما يجمّل)؟!.
** لذلك تجدهم تارة يعلقون الفشل على شماعة عدم تعاون الأعضاء الإداريين المحيطين بالرئيس معه.. وأخرى يعلقونه على شماعة الرغبة والعمل على إسقاطه فقط، هكذا يقولون.. وثالثة يتحدثون عن مؤامرة يقف خلفها منافس الكابتن أحمد عيد في الانتخابات بدافع الانتقام.. وبناءً عليه، وفي كل الأحوال هم يقرّون بفشل (صنيعتهم) في مهمته سواء بقصد أو بدون قصد، وبالتالي انحصار أدوارهم فقط في توزيع أسباب الفشل هنا وهناك، دون أن يبرزوا أية مسوغات أو براهين تدعم مزاعمهم تلك، لأن الواقع على الأرض يفضحهم.. وحتى لو سلمنا جدلاً بوجود تلك المزاعم، أفلا يُعدُّ ذلك مؤشراً كافياً، بل أكيداً على الفشل، بداية بعدم القدرة على ملء المركز، وبالتالي افتقاد القدرة على حماية المنظومة الإدارية من الاختراقات والوصايات أياً كانت مصادرها، وبناءً عليه يصبح من الطبيعي جداً أن يفشل المشروع برمته في إحراز أي تقدم على صعيد المهام الموكلة إليه لأن فاقد الشيء لا يعطيه، هذا لو افترضنا وجود مثل هذه المزاعم أصلاً؟!!.
بالعقل
** بالعقل والمنطق: أليس من البديهيات أن تتكفل النجاحات على الأرض لأي منظومة بأن تضع حجراً في حلق أي منتقد أو منتقص من تلك النجاحات، دون الحاجة إلى تجييش (الأبواق) سواء للقيام بمهمات التلميع، أو بمهمات الدفاع والمنافحة من عينة ذلك البوق المكلّف بالذود عن رأس الفشل حين استعرض منجزاته التي من أبرزها - حسب زعمه - ارتفاع معدل الحضور الجماهيري للمباريات، مع أن الزيادة لم تحدث إلاّ في ملعب الجوهرة ولأسباب تتعلق بالتنافس الاتحادي الأهلاوي جماهيرياً من جهة، وابتهاجاً بالمشروع العملاق من جهة أخرى.. أي أنه لا ناقة ولا جمل لاتحاد اللعبة فيه، بدليل أن معدلات الحضور الجماهيري في باقي الملاعب ظلت كما هي دون زيادة، لكنه التزييف والتضليل، وحتى لو افترضنا وجاهة هذا الزعم، فهل هذا هو المنجز المنتظر؟؟!!.
** المحزن أن المسألة انحرفت عن مسارها المفترض، وتحولت إلى صراع بين من ينادون بالعمل على إيقاف النزيف، وبين من يناصرون وينافحون عن الفشل الذي لو لم يظهر منه على السطح سوى مسلسل ملف مدرب المنتخب على مدى سنة ونصف، لكان ذلك كافيا لأن يخجل هؤلاء من مناصرتهم ودفاعهم عن الخراب، فما بالنا وملفات الفشل تترى وتزداد يوماً عن يوم، لعل آخرها وأحدثها (الإنذار الأخير) وما ينطوي عليه من معان وأبعاد؟!!.
** هل تريدون من البراهين والأدلّة على ما وراء الأكمة أكثر من ظهور بعض الأطراف المستفيدة من الوضع الراهن مطالِبة ببقاء الوضع على ما هو عليه لأبعد مدة ممكنة على طريقة (خربوها وقعدوا على تلها)!!.
الخلاصة
** بطبيعة الحال: المتابع المنصف والغيور على شأننا الرياضي لا يعنيه الإفلات - كما يزعمون - بطريقة أو بأخرى هذه المرة من مساءلة الفيفا، كذلك لا يعنيه من يقود منظومة الاتحاد سواء كان (عيد، أو زيد، أو عبيد) بقدر ما يعنيه أن تكون قيادة كفؤة ومؤهلة وقادرة على إعادة أمور أوضاعنا الكروية إلى نصابها.. قيادة تعمل للمصلحة العامة أكثر مما تعمل لنفسها وليس العكس.. قيادة لا تخضع بأي حال لعقدة وصاية الأطراف التي تبنت ودعمت كسبها للانتخابات، لأنّها إن ظلت رهينة لهذه العقدة فلن تقوم لها قائمة حتى لو جيشت آلاف الأبواق، وعشرات البرامج، وحتى لو أفلتت مرة ومرتين من المساءلة.. وفهمكم كفاية.
تغريدة أعجبتني
(قطر تكسب تنظيم كأس العالم.. والإمارات تكسب تنظيم نهائيات آسيا.. والسعودية تكسب استقبال لجنة تقصي الحقائق)!!.