علي عبدالله المفضي
هل يعلم الجمهور الكريم أنه متهم ومدان وربما ظهرت دعوة لمحاكمته وإيقاع العقوبة الشديدة عليه؛ لأنه السبب في تدني الذوق العام في كل شيء فهو الذي افسد الأغنية وشوّه الحناجر وكرس النشاز، واشاد بالنقيق بدلا من الشدو وانحدر بكل ما هو أصيل إلى الهاوية، وأنزل القصيدة الراقية إلى مراتب أقل من قدرها وافسد لوحة الفنان وكسر ريشته وافرغ ألوانه من مضمونها القيّم.
كل ما سبق تهم قاسية ومؤلمة وموجعة لكن من الذي ألصق بالجمهور زورا وبهتانا كل هذه التهم ؟؟ انه مطرب وملحن وشاعر وتشكيلي وكاتب ومحرر وإعلامي وناقد، انه كل جاهل من هؤلاء بأدنى مقاييس الجمال، انه كل ضحل كسول نائم، انه كل متخل عن مهمته، انه كل بليد متخاذل عاجز عن إكمال الطريق الجميل المؤدي إلى المزيد من الرقي للوصول بالناس إلى ما يريدون الوصول إليه ،
ولان الجمهور لا يملك ان يقوم بهذه المهام الجسيمة نيابة عمن يُفترض ان يكونوا أمناءه على ما يتعلق بذوقه اُنتج لهم ماهو دون المستوى حتى اعتادت الأذن على النشاز والعين على المشوه من المرئي.
أيها الجمهور أشهد أنك بريء من تهمة (الجمهور عايز كدا)
وقفة:
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ