محمد الشهري
عندما أُتي به إلى رياض العرب، رياض الإنسانية، رياض الرجال.. كان يضم بعض أشلائه المحترقة (كيس نفايات)، ويضم البعض الآخر (بطّانية) مهترئة.. كان منظره غاية في البؤس والذلّة والمهانة (اللهم لا شماتة)!!.
** احتضنوه، وأحضروا له أمهر الأطباء الذين تفانوا كثيراً، وعكفوا على (ترميم) أشلائه على مدى أشهر حتى أعادوه (بأمر الله) إلى عالم الأحياء.. وزادوا على ذلك بأن أكرموه، وحموه من غضبة الثوار الذين يتربصون به الدوائر بغية الانتقام منه ثأراً للآلاف من ذويهم الذين ذهبوا ضحايا بطشه وهمجيته!!.
** ولكن لأنه من الصنف الثاني ممن عناهم المتنبي بقوله:
(إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)
** لذلك لم يثمر فيه كل ذلك، ولم يستوعبه بفكر ووعي (الشهم، الحُر)، وإنما استوعبه بفكر وطبع (النذل الخسيس) الذي لا يؤمَن جانبه.. إذ تحول إلى أداة قذرة في يد (الفُرس) واضعاً يده (المرمّمة) والملطخة بدماء بني قومه في يد أعداء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، مستخدماً المليارات التي استحوذ عليها من مقدرات شعبه على مدى عقود، استخدمها في شراء ذمم أشباهه من بني جلدته الذين يتشكلون من ذات الطينة والعجينة، ليشكل بذلك إحدى أكبر المصائب وأخطرها على بلاده أولاً، ثم على من أحسنوا إليه من الجيران، وكأنه لم يكتفِ بما ألحقه بشعبه وجيرانه من ويلات ومكائد ومصائب سابقة ما تزال عالقة بأذهان وذاكرة الجميع؟!!.
** ذلكم هو الخائن (علي عبد الله صالح) الذي خان أهله وباع وطنه وجيرانه للشيطان.
** لله در من قال: (اتّق شَرّ من أحسنت إليه).
** بارك الله (عاصفة الحزم) التي لامناص من أن تكون (عاصفة الحزم والحسم) معاً، بحول الله وقوته، فلقد طفح الكيل.
اتحاد عيد انتصر.. لكن على من؟!
** لنفترض جدلاً أن (اتحاد عيد) خرج من أزمة زيارة (لجنة تقصي الحقائق) منتصراً كما روجت وتروج بعض الأقلام والأصوات النصراوية والأهلاوية في أعقاب مغادرة اللجنة، ولاسيما تلك التي أخذت على عاتقها مهمة الذود عنه عمّال على بطّال ؟!.
** أفلا يحق للمتابع أن يعلم ما هي أوجه ومسوغات وحيثيات ذلك الانتصار المزعوم، وعلى من؟؟.
** هل هو على الجمعية العمومية التي ظلت أسيرة ورهينة العمل على تعطيل وإفشال كل محاولة منها منذ نشأتها للقيام بواجباتها، أم على الذين طالبوا، وما زالوا، وسيظلون يطالبون بنتائج ملموسة على الأرض بعيداً عن (الجعجعة) وعن أساليب التحايل والمراوغة.. أم هو الانتصار للمكتسبات والمنجزات العظيمة التي تحققت على يد هذا الاتحاد التي يعتبر المنتخب الوطني وما يحيط به هو العنوان الأبرز لتلك المكتسبات والمنجزات العظيمة التي يحسدنا عليها القاصي والداني (ما شاء الله تبارك الله)؟!!.
** وهنا أعيد وأكرر ما قلته في مقال الأسبوع الفارط من أن المهتم والمتابع لشأننا الرياضي والغيور عليه، لا يعنيه من يقود دفة الأمور القيادية والإدارية أياً كان الطيف اللوني الذي ينتمي إليه، بقدر ما يعنيه رؤية ما تحقق من أهداف ومن منجزات من شأنها إعادة الأمور إلى نصابها ومن ثم المضي قدماً في العمل على تحقيق المزيد من الإضافات والأمجاد للكرة السعودية.
** فإذا بنا أمام معضلة أخرى لا تقل في أضرارها وتداعياتها عما أصاب الكرة السعودية مؤخراً من انتكاسات وتقهقرات مخيفة لا تليق بها، ألا وهي معضلة التكتلات الانتخابية التي أثمرت (صناعة وفرض) قيادات غير مؤهلة ومن ثم الدفاع عنها لمجرد الدفاع؟!.
** لذلك كان من الطبيعي جداً أن تطفو نغمة الاحتفالات على السطح بهذا الشكل السافر.. ليس لأن الكرة السعودية قد استعادت شيئاً من مكانتها المفترضة لأن الحال يكفي عن السؤال، ولكن لأن تلك القيادات (الصنائع) قد استطاعت - بطريقة أو بأخرى - المحافظة على مواقعها مؤقتاً، وهذا ما اعتبروه انتصاراً، ويا له من انتصار ؟؟!!.
** وكل انتصار وأنتم بخير.